top of page

عقيدة قواتنا المسلحة


لم يغفل الآباء المؤسسون عند قيام اتحاد الإمارات وإعلان نهوض الدولة في عام 1971، وضع اللبنات لتشييد وبناء قوات مسلحة ذات عقيدة راسخة الجذور في تراب الوطن الغالي. وقد شهدنا أمس الأول، واحداً من منجزات هذا الغرس الطيب الكريم، ونجاحاً وانتصاراً يسجلان بمداد من الذهب، حيث احتفلنا كمواطنين ومقيمين على هذه الأرض المزدهرة العامرة، بأبنائنا البواسل المشاركين ضمن قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن. وما يثلج الصدر هو أن قواتنا لم تنجح في الميدان العسكري القتالي فحسب؛ بل إنها نجحت في ميادين أخرى مثل العمل الإنساني والإغاثي، فضلاً عن الجانب الأمني، وهي كما هو واضح مهام متعددة ومتنوعة ليست مناطة بالقوات القتالية، إلا أن قواتنا المسلحة التي تتحصن بعقيدة عسكرية هدفها العدالة وإحقاق الحق، وإنصاف المظلوم وحماية الناس والدفاع عن الضعفاء، كانت هي الماثلة والحاضرة خلال القيام بواجباتها في تطهير المدن والقرى من العدوان والجهل والتخلف، حتى باتت المدن المحررة بواسطة القوات الإماراتية الأكثر نمواً واستقراراً، حيث تم تشييد المدارس والمستشفيات وإعادة تعبيد الطرق والجسور لتعود الحياة إلى طبيعتها. وكما ذكرت، فإنه مع الجهد والعمل العسكري القتالي الذي لا يخفى، كانت قواتنا تستند إلى استراتيجية أعمق خلال أداء مهمتها في اليمن، حيث كانت تحمي وتشجع العمل الإنساني وتجهز الأرضية المناسبة لينطلق بحيوية ونشاط في كل منطقة تعود إلى أحضان الشرعية اليمنية. وقد رأى العالم بأسره الجهود الكبيرة التي قدمتها هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، والعمل الميداني الناجح في مجالات التعليم والصحة والطاقة، وإعادة تشييد البنية التحتية، فضلاً عن دعم العمل الاجتماعي والإنساني بصفة عامة للشعب اليمني الشقيق. ولم يكن ليُكتب النجاح لأي جهد في إعادة بناء وتشغيل المؤسسات الرسمية كالمطارات والموانئ، لولا الدور الفعال والقوي لقواتنا المسلحة التي كانت موجودة على الأرض لتحريرها، وحفظ الأمن وتشجيع المنظمات والهيئات الدولية للعودة والعمل. صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قال بهذه المناسبة: «إن جنودنا البواسل الذين شاركوا في مهمة «إعادة الأمل» في اليمن الشقيق، قدموا أسمى آيات الفداء إلى جانب أشقائهم في قوات التحالف العربي، وأكدوا للعالم أن إسهام الإمارات سيبقى دائماً إحدى الركائز الرئيسية لضمان أمن واستقرار المنطقة، وأن انحياز دولتنا إلى الحق وأصحابه راسخ رسوخ الجبال». هذه الكلمات توجز وتوضح عقيدة ونهج قواتنا المسلحة.




bottom of page