top of page

نحو تفكير مختلف ومبدع


ماذا لو قررنا أن كل ما نمارسه ونفعله في حياتنا من أنشطة ومهام وأعمال ننفذها ونتوجه نحوها بتفكير منطقي وتمعن واقعي ثم نعمل على أن نبدع فيها بكل جوارحنا، حتى وإن كانت مهام مكررة يومية أو اعتيادية؟

أعتقد أن من يبتعد عن التعامل النمطي في مختلف مهام حياته والتي نرى أنها روتينية، ويقوم بتشجيع عقله على التفكير فيها بشكل جديد، بمعنى أنه يفكر دوماً بمختلف الجوانب، وهو يهدف من وراء هذه العملية ليس للتعقيد بل للتسهيل وللوصول للإبداع، الذي لا يمكننا أن نحققه دون تفكير مختلف ناجح متوهج بالمعرفة وأيضاً بالحماس، قد وضع أولى الخطوات نحو الإبداع والتميز.

إذا أمعنا النظر فإننا بطريقة أو أخرى نحتاج لاستحضار التفكير الإبداعي دوماً، نحتاجه في مختلف تفاصيل حياتنا حتى تلك الجوانب التي نحسب أنها سطحية أو ليس لها تأثير أو تلك التي نعتقد أنه لا يتطلب منا التوقف عندها ملياً ولا منحها الاهتمام والعناية، لأنها بسيطة أو متواضعة، حتى هذه نحتاج للتفكير المميز المبتكر عند التعامل معها.

نحن نتعامل يومياً مع البعض من الهموم والتطلعات بعفوية واعتيادية، فلا نمنحها ما تستحق من وقت، وبهذا فإن الحلول التي نقدمها أو ردات فعلنا تجاهها لا تكون في مكانها الصحيح، وفي الحقيقة نحن نفوت على أنفسنا الكثير من المكاسب ونخسر الكثير.

يقول فاديم روزين في كتابة «التفكير والإبداع»: «إن التفكير الحقيقي والإبداع هما شيئان غير مضمونين، إنهما طريق وعر وتنقيب وبحث. وهما في الوقت نفسه، إمكانية قصوى للشخصية لتحقق ذاتها في هذا العالم. وإثبات ذلك مستحيل، كاستحالة تعلم السباحة دون النزول إلى الماء. ولكن من الأهمية بمكان فهم أن أي نشاط فعال نقوم به وأي سلوك مدرك نفعله، يتطلبان لحظات تفكير وإبداع. فلنبذل جهدنا لفعل ذلك بالاعتماد على الذات».

والخلاصة التي نصل لها أنه من أجل أن تصل لمرحلة متقدمة من الإنجاز الفعال وتحقيق الإبداع، فإن هذا يتطلب ممارسة واستمراراً، الممارسة تتمثل في التفكير الدائم في التميز والبحث بشكل متكرر عن التفرد والإبداع، والاستمرار يعني الديمومة وعدم الملل أو التعب.



bottom of page