top of page

الإمارات والأطفال







.

عندما تتوجه أية دولة نحو البناء والتعمير ومسابقة الأمم في المضمار الحضاري والتقدم العلمي، فإنها تمارس حقاً مشروعاً وعملاً يستحق التقدير والاحترام. والإمارات خطت نحو الرفاه المجتمعي ووضعت الخطط التنموية التي تستهدف تحقيق هذه الغاية. وفي غضون أربعة عقود، وهي فترة وجيزة في تاريخ الأمم والدول، تمكنت من حصد النجاح والتربع على مؤشرات وأرقام التقدم الاقتصادي وحققت تبعاً لذلك مستويات مرتفعة في مختلف جوانب التنمية، والتطور الذي تحققه في مجالات الرعاية الاجتماعية والصحة وغيرها، ولم تتوقف مسيرة البناء والتقدم.

ووسط كل هذه النجاحات لم تنس الإمارات مد يد العون والمساعدة للدول الصديقة والشقيقة التي تعاني من تعثر اقتصادي، لذا ركزت جهودها في مساعدة المجتمعات البشرية على تقديم العون في مجالات حيوية وهامة مثل التعليم من خلال بناء المدارس ودعمها، وفي مجال الرعاية الاجتماعية من خلال دعم الأنشطة والمراكز ذات العلاقة، وفي الصحة من خلال مكافحة الأمراض وتقديم الدواء والعلاج.

ولعل خير ما يمكن أن يتم استحضاره في هذا السياق هو خبر نشر قبل نحو ثلاثة أيام عن نجاح كبير للمشروع الإماراتي لمساعدة باكستان، وتحديداً حملة الإمارات للتطعيم ضد شلل الأطفال في باكستان، حيث لقي البرنامج تقدير وإشادة منظمة الصحة العالمية، فقد نجحت الحملة منذ عام 2014 ولغاية عام 2017 في إعطاء 254 مليوناً و415 ألفاً و400 جرعة تطعيم لأكثر من 43 مليوناً من الأطفال الباكستانيين الذين تقل أعمارهم عن خمس سنوات ضد مرض شلل الأطفال. المذهل بحق أن النتائج، وخلال بضع سنوات، ظهرت على السطح، حيث انخفضت نسبة أعداد المصابين بفيروس شلل الأطفال من 306 حالات خلال عام 2014، إلى 54 حالة في عام 2015، وفي عام 2016 وصل عدد الحالات إلى 20 حالة، أما في عام 2017 فلم تتجاوز 8 حالات فقط. وبالتالي فإن نسبة انخفاض حالات الإصابة في باكستان وصلت إلى 97%. وهذه النجاحات شكلت مؤشراً إيجابياً مهماً في تحقيق أهداف منظمة الأمم المتحدة ودول العالم في مسيرتها نحو القضاء نهائياً على وباء شلل الأطفال في المستقبل القريب.

تسير الإمارات نحو الرفاه ونحو النجاحات في مختلف المجالات التنموية والاقتصادية والاجتماعية، ولكنها لم تنس الإنسان ومد يد العون والمساعدة لمختلف المجتمعات. الإمارات حققت نجاحاً مدوياً مع 43 مليون طفل تم حمايتهم من المرض للأبد، إنجاز دوى صداه في المنظمة الدولية، وأيضاً في قلوب محبي الإمارات.



bottom of page