top of page

على الطريق الصحيح







الدول التي تدرك الغد وتعرف كيف سيكون عليه ذلك الغد قليلة، ولا أدل على ذلك مما نشاهده من التعثر الاقتصادي والتنموي الذي يضرب الكثير من المجتمعات في العالم بسبب سياسات غير حكيمة وخطط غير مدروسة. والمشكلة أن الخلل الاقتصادي يجلب ويلات كثيرة للأفراد، فعندما تنهار المشاريع ولا يكون لها صدى وتنعدم النزاهة وتكثر الأعمال غير المنتجة وأيضاً الأعمال المكررة التي لا تضيف شيئاً جديداً، عندها تتسع بقعة الفقر وتظهر معدلات كبيرة من البطالة واليد العاملة القوية التي لا تجد فرصة للإنتاج والعمل. ومع مثل هذه الحالة ينعدم الأمل وتكثر الجرائم وتظهر الهجرات السكانية حتى خارج حدود ذلك البلد. الجميع نسمعهم يضعون الخطط ويقررون البناء والتعمير، لكن قلة من يقرأون المستقبل قراءة صحيحة، قلة من يدركون ما الذي يحتاجه في قادم الأيام، وقلة من يعرفون ما الذي ينقصهم ويعملون على سد هذا النقص ومحاولة الاكتفاء، وفي اللحظة نفسها قلة من يعملون على الاكتفاء الذاتي وتسخير القوى البشرية الوطنية لخدمة هذا التوجه. أعتقد أنكم تتفقون معي في وجود مثل هذه الحالات في كثير من دول العالم، لذا يظهر النموذج الإماراتي في أكمل صورة وفي أفضل واقع، حيث المنجزات تتحقق وتتوالى.

الخطط وضعت منذ أكثر من أربعة عقود عندما تم تأسيس هذه البلاد على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، فمنذ 1971، انطلقت مسيرة البناء والتعمير، واليوم وبعد مضي أكثر من أربعة عقود، باتت لدينا خطط جديدة وإستراتيجيات لمواجهة المستقبل وقادم الأيام. اليوم نخطط لغزو الفضاء، ونعمل لنحقق سبقاً وتقدماً على مستوى دول العالم بما لا يقل عن عشرة أعوام، بمعنى أننا نعمل ونخطط وننتج بالتقنيات والمبتكرات التي ستعمل بها الكثير من الدول بعد عشرة أعوام من الآن.

وفي بلادنا اليوم نحقق أعلى المعدلات على مختلف المؤشرات العالمية الهامة في الرفاه والتطور والتقدم، حيث يرتفع مؤشر التعليم ويتجاوز الكثير جداً من الدول ويرتفع مؤشر الصحة والرعاية الاجتماعية، وتصل لأرقام مبشرة بمستقبل واعد للمواطنين والمقيمين. ومع هذه القفزات ارتفع معدل الشعور بالسعادة، وباتت بلادنا تضم بين جنباتها أسعد شعوب العالم بكل ما تعني الكلمة، وهذا جميعه ما هو إلا مؤشر وعلامات توضح أننا نسير على الطريق الصحيح.



bottom of page