top of page

دفاعاً عن القمر


.



البعض عندما يتحدث عن الكون وعلوم الفضاء، تشعر كأنه يتحدث عن مدينة أخرى تبعد عن منزله بضع كيلومترات، فالثقة المطلقة التي يصنف بها الكواكب، وحديثه عن حركة النجوم ومسيرة الأفلاك كأنها حقيقة مطلقة بينما جميعنا نعلم أنها تندرج تحت النظرية التي لم تثبت صحتها ولا تتجاوز كونها تخمينات علمية من علماء أفنوا جزءاً كبيراً من حياتهم في رصد وتحليل هذه الكواكب، لكن المذهل بحق أن يأتي أحدهم ويتحدث عن جوانب هو غير ملم بها بل حتى العلم نفسه لم يصل لقول فصل حولها. على سبيل المثال عندما يتحدث أحدهم عن القمر ويصفه بأنه أرض جرداء وتضاريس لا قيمة لها، وأن وجوده غير مفيد للبشرية، هنا تتوقف لتسأل: ما الذي فعلاً نعرفه عن القمر والذي يعد أقرب الأجسام الفضائية من كوكبنا؟ لو أمعنا التفكير فنحن لا نعرف شيئاً، هي مرة واحدة يتيمة قبل أكثر من أربعين عاماً وبتقنيات متواضعة حطت مركبة فضائية على سطحه، ومنذ ذلك الحين لم تتم العودة إلى القمر، وكان يفترض أن يتبع تلك الخطوة بناء محطة فضائية قمرية، لكن هذا لم يحدث. جميع ما قيل عن عمق القمر وما يوجد في باطنه لا يتجاوز تخمينات علمية فلا شيء مثبت بدليل علمي قاطع. الصخور التي حملها رواد الفضاء من القمر لا تعطي مؤشراً ولا حقيقة قاطعة عن القمر، فإذا كان هذا حالنا مع أقرب الأجسام الفضائية إذا صحت الكلمة، فما هي الحقائق العلمية التي نملكها عن باقي الفضاء السحيق وما ينتشر فيه من كواكب ونجوم؟ غزو الفضاء أو القيام برحلات إلى الكواكب مثل القمر، جميعها أخبار تشد الناس وتجذب اهتمامهم بشكل كبير، دون شك في أن البشرية لديها شغف واهتمام بهذا المجال، ولكن الجهود والكشوف في هذا المضمار لم تشف غليل أو ترو نهم الناس، وكما قال الأديب الراحل توفيق الحكيم: «إن أعجوبة الرحلة إلى القمر أو المريخ تلهب خيال الناس أكثر من أعجوبة إلغاء الجوع». وهذه حقيقة ناصعة وكأنه يوجد شيء ما يحرك دواخلنا نحو الفضاء ويجعلنا نشعر بالفضول تجاهه وكأننا نريد الاطمئنان لوجود مكان آخر يمكن أن نسكنه بدلاً من الأرض، أو كأننا نريد أن نسمع بمخلوقات تعيش مثلنا فتؤنس وحدتنا في هذا الكون الفسيح جداً.



bottom of page