top of page

برج خليفة إلهام للبشرية


.



يعتقد البعض أن فن العمارة أو الهندسة العمرانية من العلوم الحديثة، أو هو علم جاء مع التطور الحضاري أو مع الثورة الصناعية ونبع مع تنامي حاجة الناس لأفكار جديدة في المباني لتستوعب الاكتظاظ في المدن المزدحمة، لكن الحقيقة مختلفة تماماً، فقد رافقت الإنسان منذ القدم فكرة الأبنية الشاهقة. وجميعنا يعرف هرم الجيزة الأكبر الذي تم تشييده منذ أكثر من 4500 عام ويصل طوله إلى 146م وظل في هذه المكانة حتى جاء عام 1311م لتصبح كاتدرائية لنكولن في إنجلترا الأطول بارتفاع بلغ 160م وحافظت على تفوقها حتى عام 1884م عندما تم إنشاء نصب واشنطن، الذي بلغ طوله 169 متراً. وبطبيعة الحال لم يحتفظ هذا النصب بتفوقه كأطول عمران بلغه الإنسان، لأن البشرية دخلت لحقبة جديدة من التطور والميكنة أو ما يعرف بالثورة الصناعية التي تطور فيها علم الهندسة العمرانية وتزايدت المباني السكنية وظهرت الأبراج وناطحات السحاب في معظم عواصم العالم. واستمر التطور في مجالات البناء والهندسة العمرانية ومواد التشييد لترتفع الأبنية وتعانق السحاب، ويتربع كما هو معروف اليوم برج خليفة كأطول بناء في العالم بارتفاع بلغ 830م. برج خليفة لم يكن يكتسب الإعجاب لأنه الأطول في العالم ولكن بالنظر للتقنيات التي استخدمت في البناء والمواد الحديثة من الأسمنت حتى الحديد والزجاج، فضلاً عن طريقة هندسته البديعة المتطورة. ومن خصال هذا البرج أنه أثار سؤالاً منطقياً حول الارتفاع الذي يمكن للإنسان بلوغه كحد أقصى. البعض يعتقدون أن لا حدود قصوى ويمكننا الارتفاع كيفما نريد دون أي عوائق بشرط توفر السيولة والتغطية المالية للمشروع، وهذا خطأ، حيث يوجد حد معين لا يمكن تجاوزه، وتتحكم بهذه الحدود ميزانية المشروع وأيضاً عدة جوانب أخرى لا تقل أهمية مثل الأرض والمساحة وأيضاً المواد المستخدمة. نحتاج كلما ارتفعنا لمواد أقوى ولكن أخف وزناً، وهذا يعني مبتكرات في مواد البناء جديدة أو تطورات جديدة على ما هو سائد الآن.. إن البناء والعمارة هاجس البشرية الذي رافقها منذ عصور ماضية وحتى اليوم، لذا لا غرابة في كل هذا الذهول والإعجاب ببرج خليفة، وكل هذا الانجذاب نحوه والرغبة في زيارته ومشاهدته على الطبيعة.



bottom of page