top of page

تطوير المسمى الوظيفي








عالم الأعمال واسع جداً، ونكاد نكون جميعاً إما منخرطين في أتونه أو أننا ندرس لنتمكن من اقتحام سوقه المنوع والمتعدد، بل إن العمل يعتبر محطة رئيسية في حياة كل إنسان، وهي محطة مهمة جداً، لأننا دون هذا العمل لا يمكن تحقيق كثير من الجوانب الحياتية التي نرغب بتحقيقها مثل بناء الثقة في النفس أو بصفة عامة تحقيق الرغبات والتطلعات وحتى الهوايات. العمل بالنسبة لنا جزء أساسي من تفكيرنا ومن ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا ولا أعتقد أن هناك بديلاً قوياً يمكن أن ينافس هذه الآلية، وتبعاً لهذه الآلية الواضحة في الاندفاع نحو مهامنا الوظيفية وأعمالنا تظهر لنا حالة مضمونها أننا نلتصق بمسمانا الوظيفي، فعندما نتقلد أول وظيفة تكون تحت مسمى محدد، مدون على بطاقة العمل التي نحملها ومنذ تلك اللحظة يرافقنا ويلتصق ويكون قريباً منا تماماً، ويصبح الاسم الوظيفي منافساً قوياً للاسم الحقيقي. صحيح أننا نغفل عن هذا الجانب وينتهي دور المسمى الوظيفي بمجرد توقيع انتهاء العمل، إلا أنه يبقى موجوداً معنا لعدة سنوات، ولكم أن تتخيلوا أن البعض لا يعجبهم مسماهم الوظيفي، أو أنهم يرون أن هذا الاسم أقل من إمكانياتهم ولا يقدمهم بشكل صحيح أو 

لايعكس مؤهلاتهم وخبراتهم وحماسهم ومبادراتهم. ومثل هذه الحالة أجدها منتشرة وملموسة على نطاق واسع بين عدد غير قليل من الموظفات والموظفين، خاصة من لتوه يلتحق بالوظيفة. وهذا يقود نحو نقطة أخرى جديرة بالانتباه تتعلق ببقاء الموظف على الاسم الوظيفي نفسه لمدة طويلة ثلاثة أعوام والبعض خمسة أعوام، هنا يكون الملل قد بلغ حده، لأن الروتين ماثل والتكرار مستمر، فيكون الخاسر في مثل هذه الحالة الطرفين: بيئة العمل والموظف نفسه.

صانع القرار في هذه البيئة عليه مسؤولية التنشيط والتغيير، فما الضير من منح الموظف مسمى براقاً لمهامه الوظيفية حتى ولو كانت متواضعة أو بسيطة، إذا كان هذا المسمى الوظيفي يتقاطع مع هذه المهام، خاصة إذا علمنا أن فيه رفعاً لمعنويات الموظف وتشجيعه. الجانب الآخر يقع على الموظف نفسه، وهو بتطوير نفسه وعدم الركون أو التكاسل والرضا بما هو عليه الآن، لا بد من حضور الندوات وورش العمل والاستمرار في التدريب حتى يترقى ويحصل على كل فترة على المسمى الذي فعلاً ينصفه ويقدمه بشكل صحيح، وتكون حياته المهنية ناجحة ومثمرة.



bottom of page