top of page

الانفصال عن المحيط







كم من مرة تكون منشغلاً بكتابة رسالة نصية على هاتفك الذكي وعند انتهائك تجد شخصاً يقف أمامك بغضب قائلاً: ألم تسمعني وأنا أتحدث إليك؟ وبالرغم من أنك لم تقم بذلك عن قصد فهنالك العديد من الدراسات التي قرأتها في الآونة الأخيرة عن انفصال الفرد عن محيطه عند تركيزه على عمل معين، والتي نجد فيها الجواب على بعض التساؤلات حول سبب حدوث ذلك، سبب انفصال الشخص عن محيطه عندما يقوم بعمل معين.

في المقام الأول كما ذكرت سلفاً أن الأمر غير مقصود، فعندما يركز بصرك على مهمة قراءة كتاب، فسيعمل عقلك على توجيه كل الجهد إلى ذلك، وبالتالي تكون في حالة تشبه الصمم المؤقت فعقلك لا يعطي اهتماماً للسمع حالياً. الأمر ذاته ينطبق على استخدام الهواتف الذكية أو مشاهدة التلفاز أو أي عملية أخرى تتطلب شد الانتباه، ومن الممكن أن يتم كسر هذا التركيز عن طريق الصوت العالي، أو اللمس على سبيل المثال عندما يصرخ والدك: «أنا أتحدث معك!»، أو يمسكك أحد أصدقائك من كتفك ويهز جسدك. أما المحور الذي أدور حوله فهو يتعلق بما تم طرحه في موقع «ميديكال دايلي» الطبي عن مخاوف من مشكلة انفصال الأطباء عن محيطهم أثناء عملهم، عندما ينشغل الطبيب باستخدام هاتفه المحمول أو حاسبه الآلي، وفي تلك الأثناء يكون هنالك جهاز لأحد المرضى يصدر صوت إنذار بمشكلة معينة، فعندها لن ينتبه الطبيب المسؤول عن ذلك، لأنه منفصل عن محيطه ويصب كامل تركيزه على حاسبه الآلي مثلاً.

لنقس على حياتنا الشخصية، على سبيل المثال، إحدى أكثر المشاكل انتشاراً في العالم هي قيادة السيارة أثناء استخدام الهاتف المحمول، وكلنا نعلم أن قيادة السيارة تحتاج إلى تركيز كامل، فالحوادث المرورية تحدث في ثوانٍ معدودة أو أقل، لذلك يجب أن نراعي أيضاً الأماكن التي يتم فيها استخدام أي جهاز قد يسبب فصلنا عن محيطنا، ولنخصص أوقاتاً محددة في يومنا لممارسة تلك النشاطات، حتى لا نتسبب بالمشاكل لأنفسنا وللآخرين.



bottom of page