top of page

احذر عاداتك السلبية


جميعنا، ودون استثناء، لنا ردات فعل على مختلف الأحداث التي نواجهها في حياتنا، وقد يذهل بعضنا عندما يعرف أنه تصدر عنه ردات فعل حتى على الأخبار العابرة، التي لا تتقاطع معه ولا تمسه؛ لذا فإن متابعتنا للأخبار أو للزخم المعلوماتي، الذي نتعرض له يومياً ويحمل مختلف الأنباء سواء السعيدة أو الحزينة، تؤثر فينا ونتفاعل معها، وتكون لنا ردات فعل تجاهها بطريقة أو أخرى، ومع الاستمرار والتكرار يكون هذا التفاعل مؤذياً ويسبب القلق والتشتت، رغم أنها أخبار أو معلومات بعيدة عنا كل البعد. دون شك أن طبيعة الحياة الحديثة التي تملأ الكون، ولها كل هذا الزخم مؤذية تماماً لروح وعقل الإنسان؛ لأننا جميعاً نحتاج للهدوء والراحة من كل هذا الجهد المتواصل، وليس بالضرورة أن يكون الجهد بدنياً؛ بل ربما يكون ذهنياً ونفسياً. وما يُخشى منه هو أن يتحول كل هذا الشتات الذهني والتعب إلى حالة من انفلات الأعصاب، وعدم السيطرة على النفس، وإذا وصلنا إلى هذه المرحلة فهذا يعني التعبير بشكل فوضوي وغير حكيم عن الغضب وهو الذي سيكون انفجاراً في وجه الآخرين، وفي نهاية المطاف سنكون قد ارتكبنا جملة من الأخطاء، التي ستؤدي لانهيار علاقاتنا؛ بل حتى فشلنا في مهامنا الحياتية وأعمالنا وحتى في علاقاتنا الاجتماعية. وقد تتطور الحالة ونكون قد عرفنا بأننا لا نستطيع التحكم بمشاعرنا ولا ضبط سلوكياتنا ولا التفكير بموضوعية وتركيز، وهذه جميعها سلبيات من الصعب التخلص منها. وتوجد مقولة لم أضع يدي على قائلها جاء فيها: «من الممكن أن تعمل العادات في صالحك أو ضدك، لم يحقق معظم الأفراد الناجحين أهدافهم إلا بعد نضال شاق؛ ليستبدلوا العادات الحسنة بعادات سيئة». ومن البديهي أن ما نكتسبه من كل هذه الضغوط هو سلبيات قد تتحول لعادات في مختلف جوانب حياتنا وهي عادات غير حميدة، خاصة عند تعاملنا مع الآخرين، والمطلوب هو العمل على تحويل السلبي إلى إيجابي، وهذه الخطوة تحديداً لن تتحقق إلا بمراقبة النفس والتصرفات وما يصدر من انفعالات وردود فعل، بمعنى جعل الضمير يقظاً دوماً ويقوم بمراجعة كل صغيرة وكبيرة في مسيرتنا؛ لترويض أنفسنا وتعليمها كيفية التعامل مع الضغوط الحياتية أياً كان نوعها وحجمها وسببها.


bottom of page