top of page

كتاب "أطفالنا كيف نفهمهم" الغوص في تفكير الطفولة لدفعهم نحو مستقبل مشرق


من البديهي لدينا جميعاً أن الأطفال هم الذين سيصنعون المستقبل، لذا تجد أن الاهتمام بهم والاستثمار والمراهنة عليهم كبير جداً، وتبدأ عملية الرعاية منذ الطفولة، لأن الاهتمام بمستقبلهم، هو في الحقيقة اهتمام بالمجتمع برمته والوطن بأسره..

عالم النفس الدكتور جيروم كاغان، اهتم بالنقطة التي يلتقي عندها كل من علم النفس والتعليم وفن تربية الطفل، فحاول أن ينقل آخر ما توصل إليه العلماء في هذه الحقول حتى الآن، وقام بتقديمها على هيئة اقتراحات علمية، ووجهها لكل مسئول عن تربية الأطفال.

وعلى الرغم أن هذا الكتاب تم إخراجه كملحق لمقرر تعليمي، إلا أنه ذو أهمية كبيرة في مجال التربية والرعاية النفسية للنشء والاهتمام بالطفولة، لذا تجد المؤلف وجه كتابة أيضاً إلى المعلمين و الآباء و الأمهات و أي شخص مهتم بما بتنمية معارفه عن الأطفال و سلوكهم و تربيتهم.

من النقاط التي ركز عليها الكتاب بشكل كبير هي الدوافع لدى الأطفال و تفكيرهم، فتغير الطريقة التي يظهر فيها الطفل رغباته واهتماماته هي الأسلوب الذي ينبئ عن سلوك الطفل، كما أن تلك المجالات تعد حتى الآن أمور غامضة تسبب جدل كبير بين علماء النفس.

إن الطريقة الوحيدة لمعرفة تفكير الطفل هي من خلال تصرفاته و سلوكه أكثر من أي طريقة أخرى، ولعل هذا يعد من أسباب الغموض في هذا العلم.

بدأ الكاتب بالسلوك و الدوافع للطفل و المسائل التي تواجهه، و هي تطوير طرق رعاية الأطفال و ترسيخ القواعد التي تتحكم بكيفية التفاعيل بين الناس، ونقل المهارات والقيم من الكبار إلى الصغار. وبغض النظر عن أول نقطتين فقد كان التركيز في الكتاب على النقطة الأخيرة، إذ أنه بإنشاء المدارس أصبح هناك جزء من مسؤولية تدريب الطفل بين يد أشخاص غرباء وعلى أشياء ليست أساسية لمواجهة متطلبات الحياة اليومية، و ضرب الكاتب مثالاً على أطفال البوشمان في صحراء كلهاري إذ أنهم يتعلمون الاصطياد و تعقب الآثار وامتطاء الخيول ، أي أنهم يتعلمون الأمور الهامة لاستمرار حياتهم، بينما خلال الثلاث مائة سنة الأخيرة كان الذهاب إلى المدرسة مجرد طقس للحفاظ على فوارق بين طبقات المجتمع، بالرغم من أن النظرة الأمريكية للمدارس أكثر ديمقراطية من النظرة الأوروبية، إلا أن الأمريكيون لا يزالون يعتقدون أن المدارس ليست معيار لنجاح الناس أو الاقتصاد العام، فقط كان يعتبر مساعدة للأسرة في بناء شخصية الطفل، ثم تطورت المدارس وأصبحت تضيف بعض القيم والمبادئ الأخلاقية والدينية والسلوكية.

اشتمل الكتاب أيضاً على العديد من أهم النقاط المؤثرة على الطفل و طرق فهم تفكيره وسلوكياته، وما ذكرته لم يكن سوى جزء من هذا البحث العلمي المتكامل و أعتقد أنه يعد أفضل خيار لمن يهتم بالصغار و يشعر بالحيرة تجاههم.

جاء الكتاب في 231 صفحة وقام عبدالكريم ناصيف، بترجمته إلى اللغة العربية، وهو من منشورات دار التكوين.


bottom of page