top of page

بث الظلام ليغذي الحياة

إن أسوأ ما يحمله التشدد والتطرف الديني ضد ديننا الحنيف هو تشويه صورته القويمة التي تقوم على المحبة والسلام، وتعزيز قيم الحياة الجميلة، والتصالح مع النفس، والعمل على بناء وتعمير الأرض، وصيانتها والمحافظة عليها، وعدم المساس بالمخلوقات الأخرى التي تشاركنا الحياة، فكيف بالإنسان وقتله، وسفك دمه، من دون ذنب، أو جرم ارتكبه؟ أليس رسولنا الكريم، صلى الله عليه وسلم، الذي أوصى بأنه إذا كان بيد أحدنا فسيلة ويريد زراعتها وقامت القيامة فليزرعها في الأرض؟ وهناك الكثير من النصوص التي تحث على المحافظة على موارد الحياة، وتعزيز قيم العمل والإنتاج، فضلاً عن قيم التسامح والعفو والتماس العذر للناس، بل حتى التشدد والغلو حذر منهما الرسول، فضلاً عن العقاب والوعيد الشديد لمن يعتدي على الإنسان الأعزل غير المعتدي الذي يعيش في أمان، وغيرها الكثير جداً من مبادئ الحياة التي تحفظ وتصون لكل فرد في المجتمع حقوقه وتدفع به نحو العمل والإنتاج المثمر. الذي فعله التشدد والغلو في عالمنا الإسلامي هو نشر موجة من الكراهية، بل سفك الدماء بسبب كل هذا التطرف، والإرهاب الماثل أمامنا اليوم بصوره القبيحة. كل إجرام إرهابي يبدأ من الغلو والتشدد، الذي يتمثل في الكثير من الممارسات، مثل تحريم كل ما يمت للجمال بصلة، وكل ما يتصل بالحياة ويبث السعادة فيها، مثل تحريم الفنون على مختلف أنواعها، رغم أنها ممارسة إنسانية طبيعية منذ حقب ضاربة العمق في الزمن، ولا يوجد نص قرآني واحد، أو قول للرسول الكريم يحرمها، لكن التشدد والتطرف يستندان دوماً إلى الأقوال والتفسيرات المتجنية الملتوية. ما يريده التشدد والتعصب هو جر المجتمعات نحو التطرف، ومن ثم الإرهاب، وهو ما حدث في كثير من بقاع عالمنا كما هو ماثل لدى الجميع. إسلامنا أعظم وأكثر إنسانية ومحبة وشفقة بالناس من كل هذه الويلات والسوداوية التي يحاول أعداء الحياة بثها ونشرها بيننا، فهل سبق وسمعنا بأن الظلام يجلب الحياة والسعادة؟

لقراءة الماده من المصدر انقر على الرابط التالي:-


bottom of page