top of page

التعصب و التشدد و الحذر

مواقع التواصل الاجتماعي مثل «تويتر»، و«فيس بوك»، و«الإنستغرام»، و«كيك»، و«يويتوب»..إلخ، فضلاً عن ثورة التقنية في الاتصالات، وتحول هواتفنا إلى الذكاء واستخدام تطبيقات متنوعة، من التسلية، إلى التواصل والمحادثات، إلى المعارف والعلوم، كشفت لنا وبشكل واضح ولا لبس فيه الحال الحقيقية التي يرزح في أتونها بعض بقاع عالمنا العربي. حالة من الازدواجية في النظر إلى وقائع الحياة وشجونها وألوانها، ازدواجية سببها التعصب والتشدد المقيت في فهم ديننا السمح المتسامح، دين السلام والمحبة. تشدّد غذّاه المتعصبون بالكراهية وطرد أي مختلف ومحاربته، فأوجد، سواء على المستوى المجتمعي أو الفردي، ازدواجية في النظر نحو قضايا عدة، مسلّم بها تماماً، ولا تحتمل الخلاف والاختلافات، نظراً لأنها بديهيات لا تتعارض مع الإسلام كدين يعلي من القيم النبيلة الجميلة، وينظم الحياة البشرية وفق العدالة والتسامح، وطلب العلوم، والاستفادة من كل ما يجلب الخير والسعادة للإنسان، إلا أن الذي حدث طوال السنوات الماضية أن هناك ثلة متعصبة متشددة دينياً، عملت على وأد الحياة وجمالها، وتحويل الناس لآلات يتم توجيهها وفق رغباتها. على سبيل المثال تم حرمان المرأة من حقوقها الحياتية من التعليم لحرية التملك والتنقل وغيرها، وصولاً لتحريم الفنون والكثير من العلوم، والناس في هذا انقسموا وفق فرق عدة، بين مؤيد ومناصر لمثل هذه الآراء المتشددة، من دون علم أو معرفة، تأثر بالخطابات والخطب فقط، وفريق خضع لهذه الآراء، لكنه على المستوى الشخصي يمارس ما يخالفها ويؤمن به، وهؤلاء كثر جداً، وفريق رافض تماماً ويأخذ على عاتقه تبديد آراء التعصب، والرد على وجهات نظر التشدد. أنا أشير إلى بلاد عدة في عالمنا العربي، فقد حمانا الله، من مثل هذه السطوة الظالمة، ومن مثل هذه الازدواجية الجائرة ضد ديننا، بفضل الأسس المتينة الواضحة والإنسانية والعدالة التي قام عليها بناء دولتنا على يد الأباء المؤسسين ،المغفور له، بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، والمغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، رحمه الله، وحكام الإمارات، ثم السير على نهجهم من شيوخنا وقادتنا، وعلى رأسهم صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله. وإن كنا هنا في الإمارات في معزل عن مثل هذه الضبابية والانتهازية في استغلال سماحة الدين الحنيف، فإنه يبقى علينا أهمية دراسة ومعرفة هذه الأفكار المريضة، والتحذير منها، والسبق في تحصين المجتمع والناس ضد فيروساتها المميتة، وأن نأخذ العِظة والعبرة ممن سبقونا من أشقاء في دول عربية عدة . وأعتقد أن تنمية الوعي بخطورة الأفكار المتطرفة التي تنظر للحياة بسوداوية وظلامية، وتستهدف عموم الناس، هي مهمة شاملة وعامة، ومنوطة بالمؤسسات الاجتماعية المختلفة، مثل المدرسة والمسجد، ولكنها أيضاً منوطة بكل واحد منا على المستوى الفردي، ويجب أن نساهم في هذا الجهد المعرفي، ونأخذ العظة والعبرة من الآخرين.

لقراءة المادة من المصدر انقر على الرابط التالي:-


bottom of page