top of page

عقل لا يعرف التجاعيد

من البديهي أن الإنسان إذا أحب عملاً أو مهنة، أو أي مجال من مجالات الحياة المتعددة والمتنوعة، فإن النجاح سيكون حليفه، وسيبدع ويتميز ومثل هذه الحقيقة مسلم بها وشواهدها كثيرة على أرض الواقع. هناك من هو شغوف بما هو ممكن التحقيق، بمعنى أنه قد يهوى ممارسة الرياضة من أي نوع، فيجد الوسائل المساعدة له متاحة ومتوافرة، تمكنه من تحقيق رغباته، وبالمثل قد تجد من هو هاوٍ على سبيل المثال للطيران أو أي مجال من مجالات الهندسة المتنوعة، أو يتطلع لتكوين مشروعه الخاص والاستثمار في مجال تجاري ما، وغيرها كثير من التوجهات المستقبلية لكل واحد منا. وجميع هذه التطلعات سليمة وصحية والأجمل أنها متاحة، وهناك جامعات وكليات ومعاهد، يمكن التوجه نحوها والدراسة وتأهيل نفسك علمياً ومعرفياً، فالانتقال للتأهيل العملي والتطبيقي، ثم انطلق نحو التميز والإبداع فيما أحببته وسعيت لتحقيقه. لكن ماذا عن أسماء وشخصيات شقت طريقها نحو المجد والتميز والتفوق، من وسط صخور العقبات ومن وسط الآلام والهم والخوف، ورغم كل هذا تميزوا وقدموا للبشرية منجزات كل واحد منا يدين لهم فيها بالفضل والتقدير؟ بين يدي قصة غريبة، وفيها الكثير من العبر بكل ما تعني الكلمة، لكنها تحمل دلالات كبيرة وعميقة عن الإنسان، عندما يحب العلم، عندما يكون لديه شغف بالبحث والتقصي والابتكار والاكتشاف ، عندما يقدم جهوده ووقته لرسالة نبيلة، فإنه ينجح في نهاية المطاف ويتفوّق ويتميز. القصة هي عن سيدة تسمى رينا ليفي مونتالشيني، كان قدرها أن تعيش في حقبة الظلم التي عاشتها إيطاليا تحت حكم موسوليني. هذه السيدة كانت شغوفة بالعلم لدرجة أنها كانت تدرس في السر وطورت نفسها، حتى وصلت لتأسيس مختبر أخفته في منزلها، وسخّرت وقتها وجهدها لدراسة أنسجة العصب في مختبرها الصغير المتواضع محدود الإمكانات. بعد عمل شاق ومتواصل وإصرار أمام الإخفاقات المتكررة والتجارب غير الموفقة، تمكنت في نهاية المطاف من اكتشاف سر من أسرار الحياة، وهو البروتين الذي يسببه تكاثر الخلايا البشرية، وفي عام 1986 تم منحها جائزة «نوبل» في الطب، وفي حفل تكريمها، وهي تبلغ الثمانين من عمرها قالت كلمات سجلها التاريخ، ولها معنى عميق عن الشغف بالعلم، حيث قالت: «إن جسدي يمتلئ بالتجاعيد، ولكن ليس عقلي.. حين لا يعود بوسعي التفكير فإن كل ما أريده هو المساعدة على أن أموت بكرامة». وهذه هي الرسالة والقيمة الحقيقية، هي عقولنا، والتي ما دامت في كامل صحتها، فنحن نملك كنزاً عظيماً، حيث يمكننا التطور والتعلم والتغلب على أي عقبة وصعوبة قد تعترضنا، وهذا ما أدركته هذه السيدة النبيلة، وهو ما حاولت أن تنقله للأجيال التالية: الشغف وحب العلم وتوظيف قدرات العقل غير المحدودة، لمساعدتك.

لقراءة المادة من المصدر انقر على الرابط التالي:


bottom of page