top of page

كتاب الفيروسات: صورة آسرة لتلك الكائنات بالغة الصغر وعظيمة الخطر


الفيروسات هي كائنات صغيرة لانستطيع أن نراها بالعين المجردة، وهي لا يمكنها التكاثر إلا على الكائنات الحية، والفيروسات كثيرة إلا أنه ورغم كثرتها لم يتم وصف إلا 5000 فيروس فقط، في الوقت التي تبلغ أعدادها الملايين، وعلم الفيروسات معروف في الجامعات بأنه تخصص فرعي من الإحياء الدقيقة، ويعود الفضل في اكتشاف الفيروسات، للعالم أدولف ماير سنة 1883 أثناء إجراءه بحوثاً فتوصل إلى كائنات دقيقة تسبب المرض مصادفة.

بين يدي كتاب الفيروسات لمؤلفة "دورثي إتش كروفورد" ومن هنا تأتي أهمية هذا المنجز حيث أن المؤلفة عالمة متخصصة في هذا المجال الحيوي والذي له أثر كبير على الإنسانية، فهي أستاذه الميكروبيولوجيا الطبية في جامعة إدنبرة في المملكة المتحدة، ودرست فيروس إبشتاين- بار لأكثر من 20 عاماً، ولها العديد من المؤلفات الشهيرة عن الأمراض المعدية من بينها: العدو الخفي:تاريخ طبيعي للفيروسات، وكتاب: الرفيق المهلك: كيف شكّلت الميكروبات تاريخنا.

احتوى الكتاب على تسعة مواضيع، الأول بعنوان: ما هي الفيروسات؟ والثاني بعنوان: فيروسات في كل مكان، أما الثالث: أقتُل وإلا ستُقتَل، بينما حمل الرابع عنوان: أنواع العدوى الفيروسية حديثة الظهور، وكان الخامس: الأوبئة والجوارح، والسادس: الفيروسات المسببة للأورام، وعنوان الموضوع الثامن: قلب الموازين، والتاسع: الفيروسات...الماضي والحاضر والمستقبل.

ما يميز هذا الكتاب تمكن المؤلفة من تجنب استعمال المصطلحات المتخصصة والفنية في النص، ولكن كلما كان ذكر تلك المصطلحات أمراً لا مفر منه، شرحت معناها في قسم المصطلحات، وقد جاء في الغلاف الأخير: "أن الفيروسات لها تأثير كبير في حياتنا، ولا يزال عموم الناس يفتقرون إلى المعرفة الجيدة بها، بل إن الكثيرين منهم لا يدركون أن هناك فارقاً بين الفيروسات والبكتيريا، هذا الفارق الذي يبدوا صغيراً، يصبح على قدر من الأهمية عند التعامل مع عدوى فيروسية وعلاجها. وفي هذا الكتاب، ترسم عالمة الأحياء البارزة دوروثي إتش كروفورد صورة آسرة لتلك الكائنات بالغة الصغر وعظيمة الخطر في الوقت ذاته، وتقدم نظرة شاملة عن الفيروسات من حيث اكتشافها وسماتها وتصنيفاتها، وآليات تكاثرها، والطرق التي تنتشر وتُعدي الكائنات الحية".

إنه كتاب سهل الاستيعاب، ويخلو في أغلب أجزائه من المصطلحات الفنية المتخصصة مما يجعله مفيداً وملائماً لجميع القراء على اختلاف تخصصاتهم ومعارفهم. الكتاب من منشورات دار كلمات ونقله إلى العربية أسامة فاروق حسن وراجعه هاني فتحي سليمان وعدد صفحات الكتاب 192 صفحة.


bottom of page