يأخذنا منصور عبدالحكيم، في رحلة معرفية من نوع مختلف عن الشيطان، وذلك من خلال كتابه الذي حمل عنوان: "هل العالم في قبضة الشيطان، مؤامرة الشيطان للسيطرة على العالم" . يصحبنا مؤلف هذا المنجز في رحلة تاريخية شيقة ومدعمة بالبرهان العلمي ودلالات من الواقع، وابتعد عن النظرة السطحية لمثل هذه القضية، وعلى ضوء هذا تم تقسيم الكتاب لسبعة مواضيع رئيسية تخللتها مواضيع فرعية، فبعد المقدمة والتي تحدث خلالها عن التوعد الشيطاني للإنسان كما هو معروف ومسلم به في جميع الأديان السماوية، وتحدث أيضاً عن عداوة الشيطان للإنسان وبأنها قديمة ومستمرة، ونجد أن من أهم المواضيع التي جاءت في الكتاب، تحت عنوان: أكاذيب الشيطان، ثم استعرض أهم تلك الأكاذيب مثل محاولات الشيطان إقناع الإنسان بأنه غير موجود، وأيضاً بأن الإلحاد نظرية شيطانية تهدف للتمهيد ليحكم الشيطان العالم، وموضوع آخر لا يقل أهمية: نظرية الشيطان لتحقير وتصغير وضع الأرض الكوني، ويتمثل هذا في عدة مواضيع كانت جدلية وانتهى الحديث حولها مثل هل الأرض كروية أم مسطحة، وآراء العلماء حول دوران الأرض، وموضوع: العقيدة السرية وقدوم المخلص الشيطاني للعالم، وأن هذه عقيدة فرضها الشيطان على أتباعه، وهناك موضوع تحت عنوان: الشباب في قبضة الشيطان، وفي هذا السياق نبه المؤلف الجميع وخاصة الشباب إلى عدم الانسياق للمثيرات وإضاعة الوقت بلا طائل . ورغم أن الكتاب بين العداوة الأزلية من الشيطان للإنسان، فإنه حرص أيضاً على تبين مراتب الضلال وأعطى صوراً من هذه العداوة . كأن المؤلف بهذا الكتاب يحاول أن يدعم الجهد البشري في الانتصار على هذا العدو الأزلي والذي لا يكسل أو يتراجع . والأهم أن المؤلف بيّن وفي أكثر من موضع، وإن بطريقة غير مباشرة، أن الشيطان تجاوز هدف إغواء الناس لهدف أكبر وأعظم وهو عبادة الشيطان نفسه، وذلك من خلال ظهور العقيدة الإبليسية والتي هي امتداد طبيعي لجهوده منذ حقبة زمنية ماضية وحتى العصر الحديث . وكأن المؤلف، إذا صحت الرؤية، يعتبر أن مسألة الانحراف عن الطريق الصحيح وارتكاب المعاصي أمر ثانوي بالنسبة للشيطان الذي لديه تطلع ورغبة بأن يصبح وجهة لضعاف الإرادة والعلم والمعرفة .
الكتاب جاء في 400 صفحة من القطع الكبير، وهو من منشورات دار الكتاب العربي .
------------------------------------------------------------- -
http://www.alkhaleej.ae/alkhaleej/page/960c6d6a-3f0c-427c-a4b3-6695e69cdb43#