top of page

"المعنى" مفاجأة تراثية من عبدالعزيز المسلم


بين يدي كتاب، ينقلك من حاضرك إلى الماضي، بشكل سلسل وجميل، فمنذ سطوره الأولى يدهشك بقوة الكلمة وسهولة المعاني، قدم التراث بلغة فيها جذب وأيضاً احتوت على المعرفة، يحمل هذا الكتاب عنوان: "المعنى" لمؤلفه عبدالعزيز المسلم، ومنذ صفحاته الأولى يقدم للقارئ معلومات جديدة ومذهلة، معناها في الثقافة الشعبية الإماراتية . وقال: "إن معانيها الجميلة المنطق والأخلاق، قد يكون هذا المعنى غائباً عن الأجيال الجديدة، لكنه واسع التداول بين القدامى من أجيال ما قبل السبعينات من القرن العشرين . يصف الأولون عديمي المنطق بأنهم بلا معنى فيقولون: أنت ما عندك معنى ويلفظونها أمعنى، ويصفون حادثاً معيناً أو تقليداً معيناً أو صرعة جديدة بأنها بلا معنى ويقصدون انعدام منطقيتها" . وعندما قلت إنه كتاب ثري، وسيفاجئ القارئ بما يحتوي من معلومات، لم أجانب الصواب، فهذا هو وتحت عنوان: الموز، يأخذنا في رحلة معرفية جديدة، يصدمنا بأن لاسم الموز معنى آخر وليس المقصود به الفاكهة الشهيرة التي نتناولها، يقول: "هو واحد من أشهر أسماء الفتيات في الإمارات ودول الخليج العربية، وهو من أسماء اللؤلؤ، أما نبات الموز فهو معروف . . . إلخ" . ويؤكد في مؤلفه أيضاً أن ذكر الطيب والروائح الطيبة لا تستقيم عند الإماراتيين إلا بذكر المشموم، أو كما يسميه البعض الريحان" . منجز المسلم، يحتوي على أربعين نصاً معرفياً عن التراث وعبق الماضي ورحلة الأجداد . . من هذه النصوص: الصخام، المشموم، الزين زين، البيئة نخلة، سمكان، دانة، خروفة، ميلس، كف السبع، قهوة الكيف، لارنجوش، العلم عز وتراث، العيد زمان، حكايات الجدات، رسائل قديمة، الأرا والأرطا، الأرناق، بنت المطر، الحندول، خرريفة، ربشة، الزعترة، الصرناخ، مواتر . . وغيرها . وأدرك تماماً أن معظم تلك الكلمات غير مفهومة ومبهمة تماماً بالنسبة للكثيرين، وهذا هو جوهر هذا المنجز، وما يحمله من رسالة، وهو وضعنا أمام تلك المعارف التراثية القيمة التي ألهمت الأجداد، والتي من خلالها يتضح لنا فكرهم وتقدمهم ورؤيتهم وأيضاً حكمتهم . في هذا الكتاب، يبين مؤلفه، عمق التصاق إنسان الإمارات ببيئته وأرضه، وهو في هذه الرحلة المعرفية يأخذنا في جوانب متعددة نحو هذا الانصهار بين الإنسان والأرض، فتجد ثروة إنسانية تراثية بين الرمال، ولكن أيضاً ستجد صناعة ومعرفة وعمقاً في البحر الذي كان في زمن قريب مصدراً حيوياً للحياة لا ينضب، لإنسان هذه الأرض . . جودة ودقة هذا الكتاب ليست مستغربة، فالمسلم، أصدر عدة منجزات أخرى في مجال القصة والتراث والشعر، وهو أيضاً باحث في التراث المعنوي والأدب والتاريخ الشفوي، يقول في كتابه "المعنى": "الذاكرة الشعبية خصبة دائماً إذا ما حملتها لغة غنية وخيال شعب

ي ثري، ثم يبقى التواصل وإن تغيرت أشكاله وقنواته، وهذا يتطلب البحث عن الينابيع وتتبعها ونقلها عبر تلك الذاكرة لرفد مسيرة التطور وتحديد ملامح الهوية" . جاء الكتاب في أكثر من 200 صفحة، من القطع الوسط، وهو من منشورات دار كتاب .


لقراءة المقال من المصدر:


bottom of page