top of page

لسنا في معزل عن مفردة “إرهاب”

لقراءة نسمع في اليوم الواحد عشرات المرات عن مفردة الإرهاب، ونشاهد الأخبار التي تنقل لنا عمليات قتل وسفك للدماء البريئة من دون ذنب أو جريرة، كذلك نقرأ هذه الكلمة في سطور الأنباء وفي ثنايا التحليلات والمقالات ونسمعها مراراً على نشرات الأخبار، وأخشى أنه مع التكرار اليومي لهذه المفردة باتت لا تشكل لنا هاجساً كبيراً وأنه تم التعود عليها، ومع الأسف أن هذه الكلمة تصف حالة من الإجرام الإنساني غير المسبوق والذي لا يصدق ولا تجد له أي مبرر أو سبب، لذا دوماً يجب علينا أن نعي تماماً أبعاد هذه الكلمة وعمقها وما تشير له .يريد الله لنا في هذه البلاد

alkhleejLogo.png

الآمنة كل الخير وكل السعادة، لكن هناك دلالات عظيمة لما يسمى الإرهاب ماثلة بين أيدينا منها دلالة العبث بأمن الناس والمجتمعات، ودلالة الفوضى التي قد تحدثها العقول المريضة التي تتغذى على الحقد وسفك الدماء . هذه الدلالة تأتي في أبلغ صورة مع العملية الإرهابية التي عرفت بشبح الريم، إنها قصة تفضح تماماً المستور في عقلية وأوهام الخبث والإجرام الذي تأصل في نفوس الشر، فمن المستهدف ولماذا؟ وهذا التساؤل أجاب عنه منذ اليوم الأول الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، في المؤتمر الصحفي الذي أعلن خلاله إلقاء القبض على المتهمة في عملية قتل المعلمة ومحاولة قتل الطبيب بتفجير عبوة ناسفة .قال سموه: "المشتبه بها استهدفت ضحاياها لجنسيتهم وليس لأي خلاف شخصي معهم والهدف البلبلة وزعزعة الأمن وإرهاب الناس الآمنين في الإمارات" .إذن الرغبة في تخويف وزعزعة الأمن لا أكثر، وضحيتا هذه العملية من هما وأين يعملان؟ الأولى هي معلمة، يقول طليقها إنها جاءت لأبوظبي برفقة طفلتيها لتبدأ حياة جديدة وتحقق حلمها بحياة مستقلة مفعمة بالإنجاز، أما الضحية الثانية المستهدفة والتي أنجاه الله هو وأسرته طبيب ، وكما هو واضح فإن المستهدفين ممن يقدمون فائدة جليلة وبليغة للمجتمع، ليسا في حرب مع أحد بل إنهما داعيتا سلام ومحبة يعملان من أجل تنمية المجتمع وخدمته وخدمة الناس فيه، فلماذا تم استهدافهما؟ السبب ببساطة هي جنسيتهما والرغبة في إحداث بلبلة وزعزعة الأمن وتخويف الناس الآمنين، وتبعا لهذا نحن جميعاً مستهدفون بطريقة أو أخرى، لا أحد في معزل عن أحقاد هؤلاء ولسنا في معزل عن هذه المفردة التي بتنا نعتادها "إرهاب" .لنحم أنفسنا وأطفالنا بتغذيتهم بالمحبة والمراهنة على سلم وأمن بلادنا الغالية .

لقراءة المفال من المصدر:


bottom of page