top of page

"منفى الذاكرة" رسالة الهموم التي لا نستطيع أن نفارقها !


شيماء المرزوقي لعل الثيمة المشتركة والتي قد تجدها في معظم الأعمال الروائية، هي الموت والحب والخيانة والهجرة والحنين إلى الوطن، وهذه الملامح لم تكن غائبة في العمل الروائي الذي حمل عنوان "منفى الذاكرة"، فلم تتمكن المؤلفة نادية النجار، من الانعتاق والهروب من هذا التكرار والذي بات في بعض الأعمال غير مستساغ، خاصة مع ملاحظة أنه يأتي دون إقناع أو عمق أو شيء جديد، لأنه في هذا السياق قد يقال شيء يذهل القارئ ويكون مفاجئاً ومختلفاً وإن حمل في عمقه مثل هذه المواضيع . سأذهب أكثر بعداً مع هذه الرواية التي صدرت هذا العام عن دار كتاب للنشر والتوزيع، وأقول إن إطارها العام حمل صوراً مكررة لأعمال ماثلة وبين يدي القراء منذ عقود طويلة من السنوات، وكل الذي حدث هنا هو إعادة الكتابة بأسلوب وشخصية وشكل جديدة . وهذا لا يمنعنا من النظر لعدة جوانب أخرى كان التمييز حاضراً فيها مثل أن هذا العمل يعتبر الأول لهذه المؤلفة، وعلى الرغم من حداثة التجربة إلا أنها تمكنت من مسك الخيط الروائي بدقة ومن دون محاولة سحب منفر للقارئ كما يقع فيه كل من يسلك طريق التأليف الروائي لأول مرة، وهذا بحد ذاته نجاح يجيّر لها، وأيضاً تمكنها اللغوي وطريقة صياغتها وتركيب الجمل، هذا جميعه يجعلنا نتوقف ونقول إن الفكرة إذا كانت خذلت هذه الروائية فإن الطريق الذي سلكته وسارت عليه لبلورة فكرتها وإخراجها للنور كانت محل تقدير وثناء . حاولت المؤلفة النجار أن تكون السارد المتكلم وليس الحاكي القاص الذي يصف الأشكال والأحداث ويضع الحوارات وهو مهيمن على النص والقارئ، لذا كانت الرواية ذاتية وأشبه بالسيرة الذاتية، وهذا النوع أولى دلالات نجاحه عندما ينبثق السؤال الاعتيادي والمكرر: هل المؤلفة تكتب سيرة حيا

تها؟ فعندما تسمع مثل هذا السؤال يوجه نحو أي من مؤلفي الرواية، فاعلم أنه كان مقنعاً بدرجة كبيرة أو بدرجة بالغة الأهمية . أحسب للروائية شيئاً جديداً وجدته ملقى بين طيات كلماتها ومنثوراً بين بعض من سطور هذا العمل، عندما تحدثت عن الزوج الحبيب الذي هاجرت معه وتركت وطنها من أجله ورغم عشقها لتراب هذا الوطن، هذه المفاضلة انتهت بشكل واضح وصريح عندما قالت في الصفحة 96 : "تخليت عن أشياء كثيرة من أجله إلا أن حلم العودة إلى موطني لم أستطع أن أتخلى عنه" . بقي شيء آخر، وهو تساؤل: هل كانت هذه الرواية كافية لتريح العقل من اجترار الذكريات؟ وهذا يقودنا للتساؤل عن جدوى الكتابة وإذا ما كنت فعلاً تجلب الراحة للمؤلف أو تستدعي القلق والألم حتى بعد انتهاء المنجز ونشره .


لقراءة المقال من المصدر:



bottom of page