top of page

سقيا الإمارات و18 يوماً

هناك أفكار خلاّقة ومؤثرة تستهدف الإنسان، تسعى إلى أمنه لسلامته وتوفير احتياجاته، مبادرات عند تنفيذها تحدث فرقاً واسعاً، وتصبح علامة مضيئة في دروب العمل المؤسساتي الخيري الراقي والمنضبط الذي تحيط به الشفافية. وأعظم المبادرات هي تلك التي تعمل من أجل إنسان آخر، من أجل فقير أو محتاج أو مريض. وإذا تم تأسيس عمل يستهدف مساعدة أمثال هؤلاء الذين يشاركوننا الإنسانية والتطلع إلى السعادة والرغبة في حياة مستقرة جميلة، فإنه من النادر أن يقاس نجاح هذا العمل خلال أيام لا تتجاوز العشرين، بل لا يمكن بأي حال من الأحوال أن نلاحظ تميزاً وفاعلية ونتائج هذا العمل إلا بعد مضي فترة زمنية قد تصل إلى أكثر من العامين. لكن، وعلى الرغم من كل هذا فإنه حدث أن ظهرت على الساحة مؤسسة خيرية بدأ عملها مع بداية شهر رمضان، وقبل نهاية الشهر الفضيل تمكنت من إنجاز الذي خططت له، بل وبنتائج أكثر وأكبر. القصة بدأت مع مطلع شهر الخير شهر رمضان المبارك، حين أطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي مبادرة سقيا الإمارات، لتوفير مياه الشرب الصالحة لخمسة ملايين شخص في البلدان التي تعاني نقص المياه. وكانت المبادرة تهدف إلى جمع المبالغ المالية اللازمة لحفر الآبار في المناطق التي تعاني الجفاف أو شح المياه النظيفة، وتزويدها بمعدات التنقية بما يساعد في توفير أساسيات الحياة الكريمة لسكانها، وتغيير الواقع المرير لملايين البشر من المحتاجين والفقراء. قبل أيام من نهاية الشهر الفضيل أعلن جمع أكثر من 184 مليون درهم، وبطبيعة الحال فإن هذا المبلغ يكفي لتوفير الماء الصحي العذب النقي، بل ومساعدة أكثر من سبعة ملايين إنسان، وبالتحديد فإن الفترة الزمنية بين إطلاق المبادرة واختتامها كانت 18 يوماً تقريباً وهو نجاح كبير، ولأن النجاح يتم ببناء النجاح عليه، أعلن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه اللـه، تأسيس مؤسسة سقيا الإمارات، بهدف إجراء البحوث والدراسات لدعم إنتاج المياه النظيفة باستخدام الطاقة الشمسية، وذلك لتوفير حلول تقنية جديدة ومبتكرة ورخيصة لمئات الملايين حول العالم. أنا متأكدة من أن هذه المؤسسة ستنجح، وستكون علامة مضيئة وفارقة في مجال العمل الخيري المؤسس على الشفافية والوضوح.


bottom of page