top of page

لا تنطلِ عليكم الخدعة

يؤلمني أنه في عالمنا العربي مازالت هناك أصوات نشاز نسمعها بين وقت وآخر تميز بين الرجل والمرأة، وفي أحيان يكون هذا التمييز مغلفاً بالمثاليات والحب والحرص على هذه المرأة، مثلما يقال أن المرأة جوهرة مكنونة ويجب حماية الجوهرة الثمينة، لذا من المبرر أن يغلق عليها المكان وتوضع أجهزة المراقبة وكاميرات ترصد كل ما يدور حولها، فتجد المرأة نفسها وقد سجنت لأنها صدقت الكذبة بأنها جوهرة ثمينة، وأين تحفظ المجوهرات الثمينة عادة؟ أحمد الله بأن هذه الرؤية المظلمة لواقع المرأة بعيدة عن الفتاة الإماراتية تماماً، فلا أبالغ إذا قلت إننا نتمتع بكافة الحقوق، ومتاح لكل واحدة منا كافة الفرص، والميادين على مختلف مجالاتها مفتوحة ومشرعة الأبواب لنا دون تمييز أو تصنيف، وهذا واحد من جوانب نهضة هذا الوطن المعطاء. لقد تلاشت واندثرت كافة الأكاذيب التي ساقها ما يعرف اليوم بالإسلام الحركي الوصولي، الذي نجح في بعض الأوطان العربية ـ مع الأسف ـ في التغلغل، وبالتالي أدى لتراجع كبير في كافة الحقوق الإنسانية ومنها حقوق المرأة، بل عادوا بها لمئات السنين ولعصور بدائية. هذه الأصوات الشاذة القاتمة نسمعها اليوم تعود على مواقع شبكة الإنترنت بواسطة مواقع شهيرة للتواصل مثل تويتر وفيسبوك وإنستغرام وغيرها، تقول إن المرأة أثبتت فشلها في كثير من الميادين الحيوية وخصوصاً في مجال السياسة، والسبب هو عاطفة المرأة الجياشة .. إلخ من معزوفة الأكاذيب. لماذا أصفها بالأكاذيب؟ لأن الواقع يفند مثل هذه المزاعم تماماً، بل تنكسر كل حروف الإفك أمام سيل من قصص النجاح للمرأة في كافة الميادين ومنها السياسية. قبل أيام وصلتني قصة عن امرأة تدعى آن جوليس تولت رئاسة مالاوي في العام 2012 وخفضت راتبها وراتب الوزراء 40 في المئة، وباعت جميع سياراتهم الحكومية كإجراء تقشفي بسبب فقر الناس في بلادها، بل ألغت المنح المالية وأسست بدلها صندوقاً خاصاً للفقراء، ولم تتوقف هذه الرئيسة عند هذا الحد، بل باعت منزلها الخاص وأطعمت بثمنه 40 ألف جائع. وكان لهذه الإجراءات الأثر البالغ في التنمية في بلادها وانتشال للكثير من براثن الفقر والحاجة، ولدي قائمة طويلة لنساء سواء من الإمارات أو من دول أخرى نجحن وتفوقن.. وأخيراً أقول لكل فتاة ألا تستمع لمثل هذه الأصوات

الظلامية الهدامة وألا تنطلي عليها خدعة الجوهرة الثمينة.


bottom of page