top of page

قبل فوات الأوان

نواجه في حياتنا اليومية الكثير من العقبات والمشاكل التي تعرقل حياتنا وتقف حاجزاً بيننا وبين الآخرين. ومع التطور والتقدم، وصلنا إلى سبل جديدة ولكن واجهتنا مشكلات عدة استطعنا السيطرة على بعضها وأحياناً نفقد السيطرة على البعض الآخر. مع ظهور الإنترنت رأينا تقدماً ملحوظاً في كثير من المجالات، بل وأصبحت المعلومات المهمة والسرية مخزنة على الإنترنت أو ما يسمى «بالشبكة العنكبوتية». بالرغم من أن الإنترنت أصبح التقنية المعاصرة في عصر العولمة والسرعة إلا أن عواقبه وخيمة، وأهمها المشكلات التي تقف حاجزاً أمام الكثير من الفتيات. تعرضت إحدى صديقاتي لمشكلة كبيرة بسبب الإنترنت، وبمساعدة قلة الوازع الديني، أصبحت ضحية من ضحايا الإنترنت. هذه الفتاة أدمنت على الإنترنت بشكل غير طبيعي وأهملت معظم فروضها والواجبات المترتبة. فالإنترنت أصبح بمثابة الغذاء اليومي الذي يجب أن تحصل عليه. وفي كل مرة كنت أزورها كنت ألاحظ مدى تغير حياتها وتعلقها الشديد بالإنترنت، حتى تصرفاتها المهذبة تغيرت. فقطعت علاقتي بها واحتراماً لصداقتنا بحثت عن أسباب سلوكياتها الجديدة، والشيء المكنون بداخل الإنترنت الذي جعلها تتبدل؟ ذات يوم، تلقيت اتصالاً من والدة هذه الفتاة تسألني إن كنت أعرف عما تخفيه ابنتهم الوحيدة. فأجبتها بعدم معرفتي. فصدقتني وصارحتني بالحقيقة، فذهلت حينما علمت أنها كانت تحادث شاباً بالهاتف تعرفت عليه عن طريق الإنترنت وأن العلاقة تطورت لترسل له صورها. أغلقت سماعة الهاتف وهرعت إلى منزلهم ورأيتها تبكي بعد أن هددها الشاب بفضح أمرها. فأمسكت بيدها وهدأت من روعها ولكني فشلت في تهدئتها. فأحضرت لها القرآن لتقرأ صفحات منه حتى يزول عنها الخوف، وبالفعل عندما تذكرت أن باب التوبة مفتوح وأن رحمة ومغفرة الله واسعتين شعرت بارتياح كبير. ومن ثم اجتمعت بأهلها وأخبرتهم الحقيقة مع أنها كانت مؤلمة، ولكنها تبقى صادقة وهي مفتاح لجميع الحلول. فأخبرتهم أن غياب دور الأهل يشكل عاملاً أساسياً في انحراف الفتيات، كذلك أصدقاء السوء والابتعاد عن كتاب الله عز وجل. أدركوا حقيقة الأمر بأن اللوم لا يقع فقط على الفتاة، بل رقابة الوالدين مطلوبة ونصائحهم القيمة ضرورية لأجيال صالحة. في نهاية الأمر، أعتقد أن كلماتي كان لها أثر بليغ في نفوس الجميع وخصوصاً الضحية في هذه المشكلة فلقد قلت لها: «كم تمنيت لو علمت بسرك الخفي لأتمكن من مساعدتك قبل فوات الأوان». والحمد لله، لجأ أهل الفتاة للشرطة لحل القضية، وقامت الشرطة بحل المشكلة واتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه الشاب. أيتها الفتاة الجميلة، أعلم أن ما حصل لهذه الفتاة يحصل يومياً للكثير من الفتيات اللواتي يقعن في شباك هذه «الشبكة العنكبوتية» فكوني حذرة. وأنتم أيها المصلحون الأفاضل، يقع على عاتقكم دور المراقبة والنصح والإرشاد وهذا لا يتحقق إلا بمشاركة الجميع ابتداء بمسؤولية الأسرة وانتهاء بالمؤسسات التعليمية ووسائل الإعلام.

http://alroeya.ae/2014/03/16/135269


bottom of page