top of page

الإمارات على رأس الدول العربية في التنمية البشرية



نظمت جمعية الناشرين الإماراتيين، صباح أمس، في قاعة المحاضرات في مكتبة الشارقة العامة ندوة تحت عنوان «اتجاهات الطفل القرائية في دولة الإمارات»، تحدث فيها كل من الدكتور ياسين الزبيدي وهو أستاذ جامعي في كلية الإمارات للتكنولوجيا، وغالية خوجة الصحفية في مجلة دبي الثقافية، وشيماء المرزوقي كاتبة أدب أطفال،

قدمت للجلسة الدكتورة مريم الشناصي رئيسة مجلس إدارة جمعية الناشرين الإماراتيين، التي استهلت بالقول إن عدد الناشرين في الإمارات تضاعف بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وكذلك تضاعف عدد المكتبات والمدارس، ما يعني أن الاهتمام بكتاب الطفل في تزايد كبير، لكنّ السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: «هل نحن نفهم الطفل ونعرف ميوله القرائية ونلبيها؟»، وأشارت الشناصي إلى أن تقرير التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يضع الإمارات على رأس قائمة الدول العربية من حيث جهود التنمية البشرية، ومركزها العالمي يتقدم باستمرار، بفضل مبادرات الحكومة التي تنفذها في كل القطاعات، وبشكل خاص في مجال صناعة النشر والتعليم وتربية الطفل وتطوير الذات، فهي مجالات تلقى اهتماماً كبيراً، ويتقدم العمل فيها بشكل متواصل، واليوم أصبحت كل المدارس تحتوي على مكتبات موجهة للطفل لتقدم له المعلومة في جميع المجالات، لكن مع كثرة الإصدارات التي تتوجه له، ما زال السؤال يطرح حول ما إذا كانت هذه الإصدارات تخاطب وجدان وعقل الطفل.

ورقة الدكتور ياسين الزبيدي كانت بعنوان «أساليب الحوار الإيجابي مع الطفل» حدد فيها الطرق التي ينبغي أن يسلكها الكبار في التعاطي مع الأطفال ومحاورتهم، وأولها نصغي إليهم باهتمام، وأن نعترف لهم بصدق مشاعرهم وتعليمهم الاعتماد على أنفسهم، وتجنب التهديد والشتم وإعطاء الأوامر بشكل دائم، وأن نعلمهم ونثقفهم، ونوحي إليهم بالشيء الإيجابي ونوجههم إلى الانضباط، فذلك أقوم لسلوكهم من العقاب، وننبهم إلى العواقب الوخيمة والنتائج السلبية للأعمال السيئة، والسلوك الرديء.

ورقة الكاتبة شيماء المرزوقي جاءت بعنوان «الكتابة للطفل الهدف والفئة»، ورأت فيها أن أهداف الكتابة للطفل هي تنمية حصيلته اللغوية وقدراته التعبيرية، وإثراء خبراته وإكسابه السلوك الإيجابي وتفتيح خياله ورغبته في التعلم.


وخلصت المرزوقي إلى أن للقصة المكتوبة للطفل شروطاً خاصة لا بد من مراعاتها، لكي تكون جاذبة له مستجيبة لميوله ومخاطبة لعقله، ومنها مراعاة عمر الطفل وبيئته ومستواه اللغوي والمعرفي، وأن تحتوي القصة على مشكلة يتم حلها بشكل واضح ومن دون تعقيدات، وأن ينتصر الخير على الشر، وأن تكون الشخصيات من محيط الطفل كالأب والأم والمربية والمعلمات، أو الحيوانات والطيور، وأن يكون عدد شخصياتها محدوداً، وأن تزود بالصور الملونة الجذابة، وأن يكون حجمها مناسباً لعمر الطفل وقدرته على الاستيعاب، فكلما كان صغيراً كان عدد الكلمات أقل.

ورقة غالية خوجة جاءت بعنوان «هل أجاد الكتّاب قراءة الطفل؟»، واستهلتها بالقول إن الكتابة الموجهة للطفل تحتاج إلى ثقافة عميقة بروح الطفل وسيكولوجيته ومرحلته العمرية المرتبطة بإدراكه ووعيه، فالطفل شخصية متكاملة، زودها الله بلغة تنضج بالتدريج، عبر الإشارات والرموز والكلمات وصولاً إلى النص الذي سيتحول إليه هذا الطفل في الأخير، وهذا ما يجعل الكتابة له، والقصة بشكل خاص مهمة وتلعب دوراً أكبر في مساعدة الطفل على هذا الانتقال المتدرج من الإشارة والرمز إلى الكلمة، لأن القصة بطبعها تجمع بينهما، كما أن الوصول إلى وجدان الطفل وعقله يقتضي أن نكون على معرفة به في جميع مراحله العمرية بما فيها المرحلة الجنينية، ثم الطفولة بمراحلها المختلفة.

وركزت خوجة على ضرورة إشراك الطفل في ما يكتب له وألا نجعله كالببغاء، وأن تكون لدينا الوسائل الفاعلة لاختبار مدى تطابق ما نكتبه له مع ميوله وقدراته الفكرية، واستجابته لما يتوقعه منا، وأن نبتعد بشكل دائم عن التوجيه المباشر لأن الطفل يتمتع بذكاء قد لا يدركه الكبار، ولذلك، كلما استند النص إلى رموز وأحداث وإشارات، وترك للطفل حرية الاستنتاج، كلما فتح له باب الاستجابة ووصل إلى ما يطمح إليه، وبعث فيه القدرة على الكشف والاستكشاف.


bottom of page