أبي يملك مخبزاًكبيراً يعدّ فيه العجين ويجهّزه قبل إدخاله إلى الموقد حتى ينضج، ثم يخرج الخبزبمختلف الأشكال، وأطيب الأنواع.
في كل صباح، يستيقظ أبي باكراً، ويتوجه إلى المخبزبكل مثابرة وسعادة، وفي بعض الأوقات كان يأخذني معه.
تعجبني دوماً مشاهدة أبي عندما يبدأ العمل بحيوية ونشاط وتفاؤل، وهو يعجن العجينويقلبه، ثم يقطعه بواسطة أداة حادة، ثم يضعه في الفرن الساخن بكل حرفية وحذر وانتباه.
وفي صباح أحد الأيام الجميلة، وخلال مرافقتي له ونحن نسير نحو المخبز، قلتله:
- أبي، ما رأيك أن تصنع الكعك، بالإضافة إلى الخبز، أنا متأكد أن هذا سيسعد الأطفال.
لمشاهدة الموضوع بشكل كامل، يرجى الضغط على هذا الرابط.
صمت أبي لبعض الوقت، وكأنه يفكر في مقترحي، ثم قال:
- أنتَ مُحق يا بني، فهل ستساعدني في تزيين قطع الكعك؟
كدت أطير من الفرح لأن مقترحي أعجب أبي، وقلتله:
- بالطبع، فأنا ماهر جداً في التزيين، وسأجعل كعك مخبزناهو الأجمل على الإطلاق!
ابتسموهو يجيبني:
- أيضاً مع جمال الشكل يجب أن نهتم بالجودة بأن يكون لذيذاً.
ما إن وصلنا إلى المخبز، حتى بدأتُ بحماسة في تحضير الطحين وبعض البيض والسكر والحليب، ثم بدأ أبي بخلط المقادير ووضع الزيت والماء. وحين أصبح العجينجاهزاً لوضعه في الفرن، قاللي أبي:
- ضع بعض قطع الحلوىهنا..
وأشار إلى أطراف الكعك، وتابع يقول:
- سنكمل التزيين حين يصبح الكعك جاهزاً للتقديم.
بعد أن فرغتُ من وضع قطع الحلوى، قام أبي بأخذ عجينة الكعك إلى الفرن، وهنا انتهت مهمتي، لذا جلستُ على الكرسي أنتظر الكعك وهو ينضج في فرننا الكبير.
وبعد نصف ساعة، قالأبي:
- الآن أصبحتْ كعكتك الأولى جاهزة للتزيين، ثم أخرجها من الفرن، وبدأتُ بوضع قطع الشوكولا وسط كل كعكة.
الآن أصبحتْ كعكتي جاهزة للتقطيع.. أمسك أبي سكيناً وبدأ بتقطيع الكعك إلى قطع متساوية، وبينما أبي يقطع الكعك، دخل جارنا صالح إلى المخبز، وهو يقول:
- أشمّ رائحة زكية، يبدو أنكم صنعتم شيئاً مميّزاً اليوم.
ابتسمتُ بسرور وأجبته:
- تفضّل يا عمّي وتذوّق كعكة أبي الجديدة.
لكن أبي تدخّل وهو يقول:
- بل إنها فكرة خليفة، هو من اقترح عليّ أن نُعدّ الكعك بالإضافة إلى الخبز.