.
لا يمكن لأي متابع في مجال التاريخ والتطور البشري أن يخفي تلك الخطوات الحثيثة التي تمت وتحققت على أرض الواقع للإنسان، إلا أنه، ورغم كل هذه المسيرة، بقيت هناك تساؤلات عديدة منذ القدم وحتى يومنا هذا مجهولة ودون أي إجابة، فلا التطور البشري ولا بناء الحضارات ولا قيام الأمم ونهوض الشعوب ولا كل هذا الزخم من المخترعات والمبتكرات كان كفيلاً بمنحنا البعض من الإجابات الوافية الكافية. لعل من أقدم تساؤلات الإنسان منذ فجر التاريخ وحتى يومنا هذا ذلك السؤال الذي يقول: هل نحن لوحدنا في هذا الكون؟ الإنسان القديم الذي كان يحاول شق عنان السماء بنظراته وهو يتمعن في النجوم ويراقب حركة القمر، كان يدور في ذهنه هذا السؤال وبإلحاح. ونحن اليوم نحلق بالطائرات ونشاهد كل هذه التطورات المهولة والتي يعتبر البعض منها غير مسبوق وغير معهود إطلاقاً يتم طرح مثل هذا السؤال وتبقى الإجابة هي الصمت، أما من يقول: نعم توجد مخلوقات وكائنات فضائية فلا تتجاوز كلماته كونها رأياً أو نظرية تحتمل الخطأ والصواب، ومن ينفي وجود أي كائن خارج كوكبنا الأزرق هو أيضاً لا يستند على فرضية علمية تؤكد كلماته. في هذه الحقبة تطور مثل هذا السؤال ليكون: هل نستطيع مغادرة الكرة الأرضية واستيطان كواكب أخرى؟ ومن هذا السؤال انطلقت نظريات عديدة ومتنوعة، البعض منها رأى وجود حياة على كوكب في الفضاء مماثل للكرة الأرضية يمكننا من العيش بوجود كائنات أخرى تعيش على مثل هذا الكوكب، ولكن حتى هذا اليوم لا توجد علامات ولا مؤشرات إلى حياة أخرى لفضائيين وأيضاً لكوكب مناسب ليعيش فيه الإنسان دون أدوات دعم الحياة.. البعض من العلماء يذهب إلى القول بأن مجموعتنا الشمسية لا توجد فيها كواكب مناسبة لحياة الإنسان، وأن الأمل هو في الخروج عن مجموعتنا، ويدعم هذا القول ما أعلنه فريق من العلماء الدوليين عن تمكنهم من اكتشاف ثلاثة كواكب تشبه كوكب الأرض، «تعد الأكثر احتمالاً لوجود حياة عليها خارج المجموعة الشمسية، ونشر الفريق نتائج دراسته بمجلة نيتشر العلمية»، إلا أن الوصول لهذه الكواكب يتطلب تقينات شديدة التطور لم تخرج للنور حتى اليوم، لكن هذه تعتبر مسألة وقت لا أكثر خاصة مع دخول الذكاء الصناعي في هذا المضمار، وبالتالي فإن المستقبل سيحمل الكثير من التطورات وأيضاً الإجابات لأن تلك الأسئلة لن تظل من دون إجابات.