.
تقدير الذات مهمة لا نوليها العناية التي تستحقها ولا نمنحها التفكير الذي يوضح فائدته وأيضاً طريقة التعاطي والتعامل مع مثل هذا السلوك. والبعض يخلطون بين تقدير الذات والثقة، وهناك من يذهب لأبعد من ذلك عندما يمارس التعالي وإصدار الأحكام ضد الآخرين، معتقداً أنه بهذه الطريقة على درجة عالية من تقدير ذاته، لأنه يمنحها المساحة للتحرك والحكم على الآخرين حتى وإن كانت تلك الأحكام غير دقيقة أو غير صحيحة. وهنا يكون مفهوم تقدير الذات قد تم تشويهه بشكل تام.
الثقة بالنفس كما ذكرت تختلف عن تقدير الذات، إذا لم تكن تابعة وناتجة عنه، وقد وجدت في موقع «ويكيبيديا» الشهير تعريفاً جميلاً جاء فيه: «تقدير الذات هو مقدار الصورة التي ينظر فيها الإنسان إلى نفسه، هل هي عالية أم منخفضة. تقدير الذات مهم جداً من حيث أنه هو البوابة لكل أنواع النجاح الأخرى المنشودة، ولا يجب الخلط بين تقدير الذات والثقة بالنفس، لأن الثقة بالنفس هي نتيجة تقدير الذات، وبالتالي من لا يملك تقديراً لذاته فإنه يفتقد الثقة بالنفس كذلك».
وأعتقد أن مثل هذا التعريف الموجز يمنحنا صورة لصفة أو ممارسة نحن في أمسّ الحاجة لها، لأنها ستقود نحو النجاح ونحو التميز، ولكن لتتمتع بتقدير الذات يجب عليك أن تجمع عدة صفات وتكون جزءاً من يومك وتفكيرك حتى تكون صورتك أمام الآخرين ونفسك نقية ولا تشوبها أي شائبة. ولعل من صفات تقدير الذات التفاؤل والمشاعر الحسنة الطيبة وحسن المعاملة مع المقربين وغير المقربين، واحترام الآخرين والتقرب ممن هو محترم والتعامل مع الجميع وفق مقاييس أخلاقيه وعدم تجاوز أي سياج، سواء مجتمعي أو قانوني، فضلاً عن هذا لا تنس قيمة التسامح في أقل الجوانب مثل أن ترى شخصاً لا تعرفه وكان في عجلة من أمره فتعرض عليه تجاوزك ليصل لوجهته قبلك، والإبداع في مهنتك وفي عملك والإخلاص التام في مختلف وظائفك ومهامك الوظيفية، ونحوها من الصفات والمبادئ التي قد يقول من يقرأ: ليس لها علاقة بتقدير الذات ولكننا لو أمعنا النظر جيداً فإننا سندرك أن تقدير الذات يبدأ من تلك الأمور التي نعتقد أنها كمالية أو صفات أخلاقية ليس لها علاقة بالذات. والمعادلة في هذا السياق تتمثل بأنه عندما تحسن الظن والتعامل مع كل من هو بعيد أو قريب فأنت في الحقيقة قد أحسنت التعامل مع نفسك. هذه الرابطة التي يجهلها الكثير منا.