الحياة تتطلب الخبرات، وهذا العصر تحديداً عصر التكنولوجيا والتقنيات المتطورة، التي تتطلب الحصول على مهارات جديدة ومعارف وعلوم تتواكب مع كل هذا التقدم المتسارع، وفي حال توقفت أو حتى تباطأت أو أخفقت فإن الركب أو كما يقال فإن القطار لن يتوقف وسيسير، وستجد نفسك عاجزاً عن اللحاق بالركب، لذا يعتبر الإبداع والتميز عنصري التفوق، وإذا قدر لك وتمكنت من التفكير والعمل وفق دلالتهما فإنه ودون شك سيكون النجاح حليفك، إلا أن المعضلة الدائمة تتعلق بمدى معرفتنا لكيفية الإبداع وكيف نتميز بما نقدمه من مشاريع حيوية مهمة ومتفردة.
إن التحدي الحقيقي ليس للأفراد وحسب، وإنما لكل مجتمع ينشد السبق الحضاري والتفرد على المراكز الأولى وحصد الألقاب العالمية على مؤشرات التنافسية، يحتاج للجودة في تنفيذ المهام اليومية فضلاً عن مواكبة المستجدات دون ضجر أو ملل وفي مختلف المجالات الحياتية، لأن التميز يعني الجهد على مختلف أنواعه سواء الفكري أو البدني، وهو جهد يمكن للجميع القيام به وممارسته دون أي حواجز أو شروط بمعنى ليس هناك شروط أن يكون الموظف على درجة عالية من الذكاء أو نحوها من المميزات الذهنية حتى يستطيع أن يبدع، بل إن كل فرد من طاقم فريق العمل يمكنه بذل الجهد المطلوب وسيحصد ما عمل من أجله، ولكن المشكلة الدائمة تتعلق بالاستعداد الذاتي والحماس، وهذه مهمة القائد أو المدير في إيقاد التنافسية بين أفراد فريقه والدفع بهم نحو الإبداع، وكما خلصت إحدى الدراسات في هذا الجانب: «إنه لا يكمن سر تميز الموظف في نوع المهارات التي يمتلكها، ولكن في نمط استخدامه لهذه المهارات أثناء العمل».ورغم أن رغبة الإبداع والتميز تراود جميع الموظفين وكل من يعمل إلا أنهم ليسوا جميعاً يسلكون الطريق الصحيح في هذا المضمار إما لعدم توفر المعرفة والأدوات التي تساعدهم أو لغياب الحافز والتشجيع أو نحوها من العقبات.ورغم أن من أولى خطوات الإبداع أن يطور الموظف من أساليبه الإدارية، وهذا يعني أنه يملك مساحة للتحرك بمعزل عن مديره أو قائده، إلا أن مثل هذه المبادرات تجدها شحيحة أو نادرة إذا لم تنعدم، وهذا يعيدنا للنقطة السابقة المتعلقة بغياب الحافز والدافع لدى الموظف.