top of page

العلم ليس حكراً على العلماء


في أذهان الكثير من الناس أن العلوم صعبة وتحتاج إلى عقول تتميز بدرجة عالية من الذكاء، مثل: الطب والفيزياء والكيمياء والرياضيات وعلوم الفلك ونحوها، ولكن يوماً بعد يوم تظهر بوادر للإبداع والتميز لأناس كانوا بعيدين تماماً عن هذه الحقول العلمية، كما أنهم لم يكونوا على درجة من العبقرية ولا درجة عالية من الذكاء. كانوا ببساطة متناهية أناساً عاديين جداً، وهذه الحقيقة باتت ومنذ زمن معروفة لدى شريحة واسعة من العلماء والباحثين؛ لذا كانوا دوماً يستعينون بأناس بعيدين عن مجالاتهم العلمية؛ لما يتمتعون به من الحماس والجدية والقابلية للفهم والتعلم، وهذا ما تم تنفيذه في مشروع واعد أطلق عليه «زونيفرس»، وهو ببساطة متناهية عبارة عن منصة للأشخاص تسمح لهم بالمشاركة في مجموعة من المشاريع عن طريق شبكة الإنترنت وهم في أي مكان، فلو كان أحدهم مستلقياً في منزله يمكنه المساهمة في هذا الجهد العلمي. وأصبح العلماء أنفسهم متحمسين لمشاركة الناس معهم في جهودهم البحثية العلمية، فكريس لينتوت، أستاذ الفيزياء الفلكية بجامعة أكسفورد، قال في تعليقه على مشروع زونيفرس: «يمكن لأي شخص أن يشارك في هذا الجهد التعاوني». وهذا الحماس لم يأت من فراغ أو دون أسباب؛ بل لقد ثبت فعالية مثل هذا المشروع ونجاحه عندما تمكن أسترالي يعمل ميكانيكياً اسمه أندرو جراي، من اكتشاف نظام نجوم كامل بتحليل بيانات تلسكوب «كبلر» الفضائي. وجهود وفعالية الناس العاديين وعملهم إلى جانب العلماء ومساعدتهم ليست ترفاً علمياً أو دون جدوى، وما فعله المكيانيكي الأسترالي ليس مصادفة؛ لأنه «زونيفيرس» يملك مشروعاً فرعياً عن «درب التبانة» يقوم خلالها الكثير ممن يطلق عليهم: «العلماء المواطنون»، وهم متطوعون، بدراسة وتصنيف صور الأشعة تحت الحمراء القادمة من تلسكوب فضائي ومن مرصد، وهم يقومون بتحديد مصدر تشكل النجوم والكثير من المهام الحيوية. ليس هذا وحسب؛ بل تمكن العلماء المتطوعون من مساعدة ضحايا إعصار «إيرما»؛ حيث ساهموا في تقييم صور الأقمار الصناعية قبل الإعصار وبعده؛ لمساعدة الخبراء على إعداد مخططات الأولويات ونشرها على فرق الاستجابة والطوارئ. وقد يدهشكم أن حتى وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» باتت تعتمد على مثل هذا المشروع التطوعي العلمي؛ حيث طلبت من الأشخاص المشاركة في تجربة أثناء الكسوف الشمسي الذي حدث في شهر أغسطس/آب الماضي؛ وذلك من خلال تقديم تقرير عن درجة حرارة الهواء والغيوم من خلال استخدام هواتفهم الذكية، واستخدمت هذه الملاحظات التي قدمها الناس لإنتاج خريطة تفاعلية. وللحديث بقية...


bottom of page