top of page

الشيخة فاطمة.. شكراً


أعتقد أن هذا اليوم متميز وفريد في عالمنا العربي تحديداً؛ ذلك أننا نحتفل خلاله بالمرأة الإماراتية، وهو مناسبة حقيقية للتوقف عند جهودها ومنجزاتها والخبرات التي حققتها، وتفوقها في كل مجال من المجالات الوطنية التي أسندت لها. وأعتقد أن المناسبة الحقيقية تكمن في صانع هذا المنجز، ومن يقف خلف هذا التمكين للمرأة الإماراتية لتتجاوز شقيقاتها العربيات وتصل للعالمية، ولتصبح في كل مضمار وعمل ومجال يهدف لخدمة وطنها؛ حيث تجاوزت المرأة الإماراتية الدور الروتيني أو الشرفي، الذي يعطى عادة للمرأة في عالمنا العربي، وكأنه يقال لها أو يشار لها بأن هذه الوظائف والمهام هي التي تناسبك، وتلك لا إنها حصر على الرجل. المرأة الإماراتية لم يكن هناك حاجز أو ما يمنعها، إلا شيئاً واحداً وهو تفوقها وتميزها وعلمها وشهاداتها وخبراتها، بمعنى أنها عندما تقرر وتضع نصب عينيها تحقيق النجاح في أي مضمار وأي مجال من مجالات العمل والمساهمة في بناء وطنها، فإن المجال مفتوح أمامها والأبواب مشرعة. لذا، تجدها في كل حقل علمي وفي كل مجال وظيفي، إنها تقود الطائرات ومنها أحدث الطائرات الحربية المقاتلة، ومنهن من تقود جهود الإمارات في مجال علوم الفضاء، ومن بينهن العالمات في مجالات الطب والكيمياء والفيزياء والعلوم بصفة عامة، كل حقل وظيفي وفي أي مجال عمل ستجد شواهد وأمثلة عديدة على اقتحام المرأة الإماراتية بكل تفوق وجدارة، وتواجدها وقيادتها للكثير من المهام الإدارية بل والمؤسسات والمنشآت وتوليها الوزارات وكبرى الشركات أكبر دلالة على ما تمكنت الإماراتية من إنجازه خلال عمر بلادنا الفتية ومنذ تأسيسها وحتى يومنا هذا. وأعتقد أن المرأة الإماراتية أمامها الكثير من الجهد والعمل لتبقى على قمة هذه المنجزات، وما هذه المناسبة فرصة ثمينة وحقيقية لاستذكار من يقف خلف هذه المنجزات وكل هذا التفوق، وهي الوالدة سمو الشيخ فاطمة بنت مبارك، حفظها الله، رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة، والتي ساندت الوالد الراحل مؤسس اتحادنا وباني نهضة بلادنا الإمارات، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله رحمةً واسعة، ودعمت جهوده بالمشورة والرأي الصائب الحكيم، فتم إنشاء مدارس تعليم الفتيات في مختلف أرجاء بلادنا منذ اللحظات الأولى لانبثاق فجر هذا الاتحاد المبارك، وظلت المرأة الإماراتية هاجس وقلب وتفكير سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، رعاها الله، حتى يومنا هذا. ونحن نعيشه هذه اللحظات الجميلة، لن ننسى جهودها الجليلة العظيمة، ولن ننسى حرصها وأملها وتطلعاتها ورهانها على تفوق ونجاح بناتها فتيات الإمارات وتميزهن. قد تكون كلمة «شكراً» متواضعة أمام كل جميل قدمته، لكنه الدعاء المتواصل للمولى عز وجل أن يمد في عمرها ويحفظها لنا.


bottom of page