بين رواية "جنود سالامينا" للمؤلف والصحفي الاسباني "خافيير سيركاس" الذي ولد عام 1962 والحائز على الدكتوراه في الفلسفة، يشغل منذ أكثر من عقدين منصب محاضر باللغة ا
لأسبانية في جامعة جيرونا. حصد منجزه (جنود سالامينا) جوائز محلية وعالمية، وقد تُرجم إلى خمسين لغة.
قسم المؤلف روايته إلى ثلاثة أقسام الأول بعنوان "أصدقاء الغابة" والثاني بعنوان "جنود سالامينا" أما الثالث فقد جاء تحت عنوان "موعد في ستوكتون" تدور أحداث الراوية مع انتهاء الحرب الأهلية الأسبانية، وتحديدا تبحث في الذي وقع للكاتب والمؤلف الأسباني سانشيز مازاس، خاصة قبل انتهاء الحرب الأهلية في اسبانيا 1939م. حيث أورد المؤلف قصة تعرض سانشيز مع عدد من الأسرى للقتل عندما وقفوا أمام فرقة إعدام بالرصاص، في خضم المعمعة، وبفطنة عسكري خاض معارك كثيرة، ينجح سانشيز بالفرار إلى الغابة المجاورة، لا تمضي بضع دقائق حتى يكتشف مكانه أحد الجنود، يقف أمامه شاهراً بندقيته بوجهه، يحدق به مطولاً، ثم يصرخ للآخرين ( لا أحد هنا! ). بعد ستين عاما يتقاطع طريقا الصحفي خافيير سيركاس كمؤلف للراوية مع الكاتب سانشيز مازاس. ويلتقيه ليذكر هذا الأخير الحادثة مختزلاً إياها بعبارة (سخرية القدر). فهل تكون كذلك بالنسبة للجندي الذي أنقذ حياته؟. طمعاً بمعرفة الإجابة، يبحث المؤلف سيركاس عن ذلك الجندي البطل، وإذا به يقابل أحد الجنود القدامى الذي يخبره أن الأبطال ماتوا. انتهوا. ابتلعتهم أرض المعركة ودوامة النسيان. فهل هو مقتنع فعلاً بما يقول؟ أم أنه يخفي هويةً يهمس بها همساً لضيفة فتظّل عالقة في الهواء؟.
علق على الرواية المؤلف ذي أبزورفر حيث قال: " يعود سحر هذه الرواية إلى خلوَّها من الأبطال. أو ربّما إلى أن كل شخصية فيها تثبت أنها قادرة، إن لم يكن على القيام بأعمال بطولية، فأقله على التصرف بشرف ". في بداية هذا المنجز قال المؤلف:" هذا الكتاب هو ثمرة قراءات عديدة قمتُ بها ومحادثات طويلة أجريتها مع كثيرين، أورد فيه الأسماء الأصليّة لمعظم الأشخاص الذين أشعر تجاههم بالعرفان، كما أودّ أن أذكر، ممّن لم ترد أسماؤهم، جوزب كلارا، وجوردي غراسيا، وإليان وجان- ماري لافو، وخوسيه-كرلوس ماينر، وجوزب ماريا نادال، وكارلوس ترياس. وأخص بالذكر مونيكا كارباخوسا التي كانت أطروحتها للدكتوراه بعنوان (النثر في العام 1927: رافاييل سانشيز مازاس) أكثر من مفيدة لي، لهم جميعهم أقول:شكراً".
وهذا درس مفيد لكل من يتوجه نحو الكتابة والتأليف أيا كان نوعها، وهو أن عليه الاهتمام بالبحث ومعرفة المعلومات اللازمة التي تساعده على أن يكون منجزة أكثر تميز وإبداع.
الكتاب منشور في دار نوفل وقام بنقله إلى العربية "ندى شديد" و "أدونيس سالم".