ينتج التسرع من رغبة وإلحاح كبيرين في نفس الإنسان، يدفعانه دفعاً لأن ينتهي من العمل الذي يقوم بتأديته في الوقت الحالي، للوصول إلى العمل الجديد، رغبةً منه في إنهاء كافة المهام والأعمال المطلوبة، أو رغبة منه في الوصول إلى العمل الذي يحب هذا الإنسان تأديته لسبب أو لآخر، مما يؤدي إلى فشله في كافة الأعمال نتيجة عدم إعطائها حقها. علاوةً على ما سبق، فإن الصبر من الوسائل الفعّالة في مجابهة ومواجهة أيّ ظروف طارئة، خاصة تلك الغير متوقعة، والتي لم يحسب الإنسان حسابها من قبل، ولكن هذه المهارة مفقودة لدى الكثير، فالعديد من الناس تحكمهم التصرفات الهوجاء، والرعناء، أو إذا صح التعبير المتسرعة، التي لا يوجد فيها ضبط للأعصاب، وهدوء قبل اتخاذ القرار المناسب والفعال، والهدوء والتأني هي الصفة أو الخاصية الهامة التي يجب على الجميع أن يتحلى بها لأنها تساعد على تجاوز المواقف الصعبة بنجاح منقطع النظير، عدا عن كونها وسيلةً جيّدة من وسائل التفكير المنطقي الّذي يؤدي إلى الوصول إلى أفضل النتائج والحلول للمشاكل التي قد تعترض طريق الإنسان. قبل فترة من الزمن قرأت قصة، عن مؤسس شركة ابل الثالث "رونالد واين" وهي قصة ملهمة تُعلّم الإنسان الصبر على الصعاب، التي تعترض طريقه، وتؤرقه نهاراً وليلاً، وأن (في العجلة ندامة) ففي الأول من شهر أبريل عام 1976 وقّع ثلاث رجال عقداً لإنشاء شركة كتب لها أن تدخل التاريخ، وهم "ستيف جوبز"، و"ستيف وزنياك"، و"رونالد واين" وقد كانت نسبة شراكة "رونالد واين" 10% فقط، وقد كان يشعر بقلق كبير، خاصة أنه كان يمر بتجربة فاشلة في عالم الأعمال آنذاك، ولم يمكن أن يحتمل تجربة أخرى، وفي 12 ابريل حدث أمر غير متوقع، فقد قرر "رونالد واين" التخلي عن مكانته كشريك، وبيع حصته في شركة عظيمة كان فيها أحد مؤسسيها وهي شركة ابل، أنسحب بعد أسبوعين وقام ببيع حصته من الشركة بـ 1500 اكتشف أنها في 2012 أصبحت تساوي 35 مليار دولار! يجب ضبط الأعصاب وقت الشدائد قدر المستطاع، والتفكير بروية وهدوء، خاصّةً عند مواجهة الظروف القاسية، فإذا تهوّر الإنسان في مثل هذه المواقف فإن العواقب ستكون وخيمة عليه، وسيعتريه الندم، ومن الصعب معالجتها في بعض الأحيان، إذن الصبر هو مفتاح الفرج، وهو الطريق للوصول إلى المراد.