الاختلاف أمر طبيعي، بل هو أمر حتمي، فمجتمعاتنا تختلف و أوطاننا و لغاتنا تختلف، حتى نظرتنا للحياة تختلف، وبالتالي فإن آراءنا تختلف، لكن هناك شيء نتفق فيه جميعاً، وهو الإنسانية.
وبما أنني استخدمت هذه المفردة – الإنسانية - والتي يعتبرها البعض كلمة فضفاضة، حيث بقت ذات معنى غامض، حتى شاع استخدامها في العصور المظلمة التي مرت بها أوروبا، من قبل الأحزاب الحرة التي كانت تدعوا إلى احترام الكيان الإنساني مهما كان دينه أو لونه، و يقول البعض أن الإنسانية هي أي شيء يمكن للإنسان فعله، حتى لو تضمن ذلك الأفعال الغير أخلاقية.
و لكن الشائع و الأصح هو أن الإنسانية مظلة تحتوي على قيم مثل الرحمة و التسامح، وهي الدافع الذي جعل الشعوب على مر التاريخ، تتغلب على الجهل وتتجه نحو أنوار المعرفة، هي التي بنت الحضارات، و وضعت قوانين التعايش، الإنسانية فطر