قبل فترة من الزمن وخلال مناسبة اجتماعية، شاهدت إحدى الصديقات وقد كانت هادئة على غير عادتها، و عندما اقتربت منها لأسألها إن كانت بخير، فإذا بي أرى وجهها الشاحب و ملامحها الذابلة و عينيها الحمراوتين، سألتها إن كان يمكنني مساعدتها بأمر ما، و سردت لي تفاصيل المشكلة فوراً، كأنها كانت تنتظر سؤال كهذا، القصة أنه احتدم شجار بين اثنين من إخوانها، الذي وصل إلى مرحلة أن أحدهما أقسم على عدم زيارة الآخر، و رغم دموع والدتهم، إلا أنه لم يتراجع عن قراره و خرج من المنزل غاضباً، أخبرتي أنه ليس هذا ما يحزنها، بل الذي يحزنها هو كثرة المشاجرات في عائلتها و الحساسية المفرطة تجاه بعضهم البعض.
الحقيقة المؤسفة، و الأمر الذي لاحظته، أنه حتى دون حصول مشاكل و مشاجرات فإن العلاقات الأخوية تضعف مع مرور السنوات، حتى أصبح البعض لا يتصل بأخيه أو أخته إلا في المناسبات الكبيرة و الأعياد، و في المقابل نجد أن العلاقات بين الإخوان في أسر أخرى قوية، و الثقة بين بعضهم البعض لا تهتز بسهولة، مهما مرت
