في هذا الزمن الذي تحكمه الماديات أصبح من الصعب الحصول على صديق مثل الأخ، يتقبلك بسلبياتك و عيوبك، كثيراً نسمع كلمات الحسرة المتعلقة بالصداقة، و كثيراً نقرأ من الحكم المتعلقة بالصديق، تحديداً عن ندرته وصعوبة إيجاده، و من الناحية الشخصية، أذكر خلال المرحلة الدراسية الثانوية، أني مرضت و اضطررت للغياب لمدة أسبوع عن المدرسة، لم يكن جوالي يصمت بسبب اتصالات صديقاتي كي يطمأنوا علي، العجيب أني عندما طلبتهن إرسال الملخصات و الواجبات لي، كن يتأخرن بذلك و يتكاسلن و أحياناً يتجاهلنني، حتى صرت أخجل من طلبها، و بسبب ذلك عانيت في فهم البعض من الدروس و نقصت درجاتي، كانت صدمة بالنسبة إلي أن يتعاملن معي بهذه اللامبالاة، لقد كانوا يفعلون الشيء السهل عندما اتصلوا ليطمئنوا علي، لكن عندما احتجتهن حقاً، خذلوني، وقد أدركت عندها أني وحيدة. لكن رغم ذلك أؤمن أن الإنسان كلما أصبح أكثر تسامحاً، و كلما قلّت شروطه المتعلقة بتقبل الآخر، و كلما حاول هو بنفسه أن يكون صديقاً جيداً، كلما زادت احتمالية وجود صديق يستمر معه حتى نهاية حياته، أعتقد أن أهم العوامل التي تساعد العلاقات الإنسانية على البقاء هي الرحمة و التقدير و الاحترام، و من ثم إنها تقود إلى المحبة، من ح