يقول باولو كويلو الكاتب البرازيلي المعروف: أشفق على أولئك الذين لا يجرؤون أن يمسكوا قلماً، أو فرشاة، أو أداة موسيقية، أو أي أداة.. معتقدين دوماً أن هناك من سيفعل ما هو أفضل منهم"
هذه الحالة من التردد والخوف للإقدام على عملٍ ما لابد أنها اعترت معظم الناس بدرجات متفاوتة، البعض يتجاهل هذا التردد ويمضي قدمًا كالمدفع دون أخذ الحيطة والحذر أو وضع خطط وبدائل، فإما أن يواجه دربا وعرا وغريبا عليه ولكنه ينجح في نهاية المطاف أو أنه سيتعثر سريعا ويفشل. البعض الآخر يتجاوب مع هذا التردد ايجابيا فيحسب حسابا لكل التفاصيل والمواقف ويستعد لها ويكون قادرا على الاستمرار بمشروعه بهدوء واستقرار.. البعض الآخر هم من تحدث عنهم باولو كويلو في الاقتباس أعلاه، أولئك الذين لا يقدّرون إبداعهم الشخصي، مؤمنين دومًا أن هناك من سينجزه بشكل أفضل مما يشعرهم أن لا فائدة من الجهد الذي سيبذلونه في عمل لن يرقى للمثالية.. مما يجعلهم يرفضون القيام بالأعمال المناطة بهم أو حتى الأعمال المحببة لقلوبهم لأنهم يتخيلون دوما أن القمّة مأخوذة ولا تسعهم.
قد تتطوّر الحالة لدى البعض منهم ليصاب بعقدة نفسية تسمى عقدة جوناه، المصابين بهذه العقدة يخافون من النجاح، ويتجنبون القيام بالأعمال التي يعتقد الآخرين أنهم سيبرعون بها بسبب مخاوفهم من أنهم سيفشلون أو أنهم إن نجحوا فيستحملون مسؤوليات ضخمة تتجاوز حدود قدراتهم فيسقط النجاح ويتحطم من بين أياديهم بسهولة. كثيرة هي المخاوف التي تسيطر على أصحاب عقدة جوناه ولكن النتيجة واحدة في نهاية الأمر، وهي الاختفاء في الظل.
الأمر برمّته بدأ عندما عظّم الإنسان الأنا التي لديه، أقصد في هذا أنه عظّم كبريائه وأٓنٓفته، وأصحاب عقدة جون