تعلمنا من التاريخ دوماً أن في كل حضارة دوماً بضعة من المفكرين والعلماء، يعملون في صمت في معاملهم أو مختبراتهم يشبهون الحارس، لكنهم يحرسون ويسهرون على سير نمط الحياة والاهم على بقاء التفوق، وهذا ما يحدث اليوم في الحضارة التي نعيشها حيث تلاحظ أن الأروقة العلمية في الجامعات أو مراكز البحث دون مهمومة بالبحث والتقصي، هي ببساطة تحاول استباق وقوع أي شيء قد يكون خطأ أو قد يقود نحو الخطأ والانحراف، ورغم عملهم الجليل للبشرية إلا أنهم دوما يشكون من الميزانيات الضعيفة والمخصصات المالية المتواضعة. على سبيل المثال يعلم علماء التربية على تتبع الظواهر السلوكية الشاذة ويعلموا استطلاعات للرأي، ويطلبون أرقام من مراكز الإحصاء بصفة عامة عن المجتمع ويطلبون من الجهات التعليمة أرقام عن المتغيبين بكثرة أو اللذين انقطعوا عن الدراسة، ومن الأجهزة الأمنية عن القضايا ونوع كل قضية، وغيرها من الوسائل وهذه المعلومات جميعها يتم تحليلها ودراستها، وسرعان ما يرصدون أن هناك خلل قد يهدد المجتمع بسبب انحرافات سلوكية جسيمة، وفي المجال الطبي يبحثون عن معدلات الوفيات نتيجة لمراض محددة، وكم نسبة الموت وكم نسبة الشفاء، ونوع المرض وأين يتركز...إلخ. وسرعان ما يتم التنبؤ أن على البحوث الطبية التطور أكثر لتغطية الحاجة المتزايد للبشرية لإيجاد علاجات محددة وفي مجالات مرضية معينة مثل الايدز الذي يعتب وباء، أو مثل الأورام السرطانية الفتاكة منذ عقود طويلة والإنسان يعاني منها، وبسببه توفي الملايين في مختلف أرجاء العام. العلم يواجه تحديات غير مسبوقة، فمع كل خطوة تخطوها البشرية نحو الأمام هناك جوانب خطوات للوراء، فالسلبية تظهر أن على العلم وحده علاج كل هذه المشاكل بل والتصدي لها. والمشكلة أن في كل مبتكر يظهر للنور دوما هناك استخدامات متعددة إما أن تكون ايجابية أو سلبية.. يمكنك النظر لأي جهاز أو لأي وسيلة تقنية حديثة، تجد أنها مصممة لتساعدنا وتقدم لنا خدمات تسهل حياتنا، لكن الذي يحدث أن الإنسان نفسه هو من ينحرف وليس العلم. العلم هو هبة الله، ومهما سعينا نحوه فإن أمامنا المزيد من التعلم، فهو بحر لا حد أو قرار له، وإذا رغبت التميز والتفوق فلا طريق لك سوى بالعلم والمعرفة، وبقدر تعلمك وتفوقك وتميزك تكون أكثر استعداد للمستقبل، يجب أن نقول أن العلماء يواجهون ضغوط ومهام جسيمة، ويجب أن نقدم لهم العون والمساعدة وأيضا الدعم المناسب لجهودهم الحثيثة المتواصلة.