شهد العالم خلال السنوات الماضية نمواً في نسبة انتشار مستخدمي شبكة الإنترنت، ووفقاً لما أصدره الاتحاد الدولي للاتصالات، بلغ عدد مستخدمي شبكة الإنترنت خلال عام 2015 أكثر من 3.2 مليار شخص حول العالم. ونظراً لهذا العدد الكبير من المستخدمين، فإن كل فرد يفترض ألا ينضم إلى هذا العالم الضخم دون أن يكون قادراً على مقاومة الآثار السلبية المتنوعة، رغم أن هناك من يعتبر تأسيس الشبكة العنكبوتية جاء ليسهل الحياة، ولكن بطبيعة الحال مع هذه الأعداد الهائلة التي تتعامل بها وتدير كثيراً من جوانب حياتها، فإن الأهداف النبيلة قد تتحول وتتغير. ولكن لا يمكن أن يتم التنكر على الأقل حتى الآن، لفائدتها لنا جميعاً، حتى باتت واقعاً افتراضياً قريباً جداً للواقع الحقيقي، هذا إذا لم تكن حقيقة، لأننا نشاهد تعدداً لتوجهات المستخدمين، فهناك الشركات والمؤسسات الكبرى، وصولاً للمتاجر الإلكترونية التي بدأت بالانتشار، وتنمو باستمرار وتدار من الأفراد. هناك فئة تشبه المستهلك، وهم القطاع العريض على شبكة الإنترنت، وهؤلاء يقضون ساعات عديدة على الشبكة دون إنتاجية أو للترفيه، ولكن أيضاً يوجد قطاع عريض آخر من الأعمال سواء من المبرمجين والمصممين أو من يقدمون خدمات متنوعة وكثيرة في عدة مجالات. وأيضاً على هذه الشبكة المجرمون واللصوص والقراصنة اللاأخلاقيين، ولا ننسى المتطرفين والإرهابيين. في هذا الجيل، بدأنا نلاحظ أطفالنا ينضمون إلى هذا العالم منذ نعومة أظفارهم، وهم يقضون ساعات عديدة يومياً أمام شاشات تلك الأجهزة أو من خلال هواتفهم الذكية، وقد وصف أحدهم هذا الوضع بقوله: «كأنك أمسكت بطفلك وقمت بوضعه وسط شارع يعج بالمارة وذهبت وتركته وحيداً». وإذا تجاوزنا السلبيات الأخرى، مثل المشاكل الصحية والاجتماعية والمادية التي تؤثر على الأسرة، فإننا لا يمكن تجاهل الأثر الأعظم والأخطر وهو أن هذا الطفل معرض للتغرير به، والتأثير على عقله الصغير، وقد ينحرف تماماً، إما أن يكون متطرفاً وإرهابياً، أو مشروع مجرم، ولا ننسى التأثير الكبير على التحصيل الدراسي والعلمي. في العالم بصفة عامة، والمنطقة العربية تحديداً، الكثير من الصراعات والحروب، والمعركة الرقمية ليست أقل خطورة عن تلك المعارك، لأننا نرى، على سبيل المثال، انتشاراً لحسابات الجماعات الإرهابية لإغواء من هم في مقتبل العمر بالوعود الواهية والكاذبة لاستغلالهم، بل هناك مخاطر أخرى لا يقل وقعها سوءاً على الفرد والمجتمع. هذه الكلمات ليست دعوة لترك الإنترنت، فهذا مستحيل في عصرنا الحاضر، وليست دعوة أيضاً لكل أب وأم لقطع الشبكة عن أطفالهم، إنما هي كلمات تحذير وتذكير بأهمية المراقبة ومنحهم الثقة في نفس الوقت، والمتابعة وإعطائهم شعور الاستقلالية. افتح عينيك، وافتح نقاشاً دائماً مع أطفالك، واسمح لهم بالحديث عن رؤيتهم ووجهات نظرهم، وغذّهِم بالمعرفة ونبِّهْهُم للأخطار.
لقراءة المادة من المصدر انقر على الرابط التالي:-