top of page

الانتباه من العالم الافتراضي

يتحول عالم شبكة الإنترنت، والذي يسمى بالعالم الافتراضي، ليصبح متساوياً أو متوازياً مع الواقع الحياتي في كافة التفاصيل والظروف والتهديدات، وفي مختلف جوانب الحياة الحقيقية، ويزداد التقارب بين العالمين لدرجة كبيرة يومياً. بل الملاحظ، أن الواقع الافتراضي يسحب الكثير من مميزات الواقع الحقيقي، وأقصد تحديداً مجال الخدمات، حيث يقدمها للناس بكل سهولة، مما جعله يحظى بشعبية أكبر وجارفة، لدى الملايين، ويتوقع أن تزداد هذه الجماهيرية، وبالتالي تنمو المطالب بتحول جميع الخدمات لتكون عبر شبكة الإنترنت. وفي الحقيقة يكاد يكون هذا واقع اليوم، فالتحول نحو الخدمات الإلكترونية يحقق للطرفين فائدة كبيرة، وأقصد مقدم الخدمة والعميل أو ما يسمى بالمستفيد منها، وليس المجال هنا لتعداد هذه الفوائد سواء في توفير الوقت والكثير من الأموال، ولكن الملاحظ أن الجوانب السلبية التي هي متواجدة في واقعنا الحقيقي، انتقلت بمهارة نحو العالم الافتراضي أيضاً. على سبيل المثال السرقات أو عمليات النصب والاحتيال، فقد وجد المحتالون في الشبكة المعلوماتية فرصة لممارسة نشاطهم والتغرير بالناس وخداعهم، وبالتالي سلب أموالهم ومدخراتهم. قرأت قبل فترة تقريراً تحدث عن الهجمات الإلكترونية، والتي تمت بغرض السرقة حول العالم، وأنه خلال عام 2015وحده قدرت الخسائر بنحو 450مليار دولار. ليست هنا المعضلة، فالمستقبل ينبئ بمشكلة أكبر، وهي تلك التي جاءت على لسان المدير التنفيذي لمؤسسة Open Thinkingللتدريب، إياد مرتضى، حيث توقع أن يصل حجم الخسائر الاقتصادية إلى 3 تريليونات دولار بحلول عام 2020، في حال لم تتخذ الحكومات التدابير اللازمة لمواجهة هجمات القرصنة الإلكترونية. وسرد هذا الخبير معلومات أخرى مهمة في كلمة له خلال مؤتمر مكافحة الاحتيال في الشرق الأوسط، الذي عقد مؤخراً في دبي. من هذه المعلومات المدهشة أن نسبة التخوف من الخطر الإلكتروني في منطقة الشرق الأوسط منخفضة ولا تتجاوز 30%بمعنى أن من كل 10أشخاص، هناك 3 فقط لديهم حماية واحتياطات إلكترونية، في مقابل نسبة تصل إلى 65 %في أوروبا والولايات المتحدة. هذا في الجانبين المالي والاقتصادي، ولكن هذه الشبكة العالمية، توجد فيها أخطار كبيرة واختراقات أخرى لا تقل أهمية، مثل نشر الأفكار المتطرفة والترويج لها، ومحاولة التأثير والتغرير بكل من هو في مقتبل العمر، ثم الوصول للترويج للعمليات الإجرامية والإرهابية والتجنيد،، ولا ننسى أثر مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة والمتنوعة، والتي لها سلبيات كبيرة، وتكاد تكون بعيدة عن الرقابة والمتابعة. نحن نشاهد يومياً تطورات هائلة في مجال المعلومات والاتصالات، ومعها لابد أن تكون لدينا أيضاً التقنيات والإمكانيات اللازمة، للحد من أي تأثيرات سلبية على الحياة البشرية. وجدت هذه الشبكة من أجل مساعدة الناس وتقديم الخدمات بشكل مختلف وسريع، ويجب العمل على أن تظل في هذا الجانب، وألا تتجاوزه لتشكل تهديدات وأخطاراً على حياة أي إنسان.

لقراءة المادة من المصدر انقر على الرابط التالي:-




bottom of page