إن أساس العلم ورافده وداعمه الأساس هو الكتاب، ودونه لا تبقى المعلومات ولا تحفظ كنوز المعارف ولا التجارب ولا الخبرات، الكتاب كنز ثمين يحتوي بين دفتيه خلاصات العلوم ودليل لكل ما ترغب بتعلمه، يقدمها بعفوية وببساطة متناهية.
في هذا العصر تطورت تكنولوجيا المعلومات، وباتت هناك تقنيات كثيرة حولت الكتاب ليكون أسهل في التناول والاقتناء، ولم تبقى إلا الإرادة الحقيقة لدى كل واحدا منا للتوجه نحو البحث والسعي الجاد الحثيث نحو اكتساب المعرفة التي هي أساس للقوة.
قبل بضعة أيام اطلق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، المكتبة الأكبر عربياً باستثمار يبلغ مليار درهم، وبمساحة تصل إلى مليون قدم مربعة، وبإجمالي كتب يبلغ 4.5 ملايين كتاب، بين كتب مطبوعة وإلكترونية ومسموعة، وبعدد مستفيدين متوقع سنوياً يبلغ 42 مليون مستفيد.
وبحق فإننا أمام مشروع حيوي وهام جداً، ليس على مستوى الإمارات، بل على مستوى العالم بأسره، والأجمل أننا سنشهد افتتاحها بعد بضعة أشهر فقد تم تحديد العام المقبل كموعد لانبثاق نورها الثقافي المعرفي في أرجاء الكون.
لن أتوقف عند تفاصيل هذا المشروع الرائد العظيم رغم أهميتها، وتميزها، لكنني أتوقف عند كلمات القائد محمد بن راشد، الذي تفضل بها، بمناسبة إطلاق المشروع العربي المعرفي الأضخم، حيث قال، أيده الله: "نحن أصحاب حضارة ورسالة وثقافة، ولا بد من إحياء روح المعرفة في شعوبنا عبر مبادرات تتجاوز الحدود، فأحببنا أن نبدأ عام القراءة بقوة عبر إطلاق هذه المكتبة، لنبعث رسالة للجميع بأننا جادون في تحويل الإمارات عاصمة ثقافية ومعرفية، وجعل القراءة عادة مجتمعية راسخة، نريدها مكتبة حية تصل إليك قبل أن تصل إليها وتزورك قبل أن تزورها، وتشجعك على القراءة منذ الصغر وتدعمك عالماً وباحثاً ومتخصصاً عند الكبر، المكتبة ستكون مجمعاً للكتب، ومجتمعاً للقراء والأدباء، وجمعية لأصحاب المحتوى والثقافة والفكر. عقل الإنسان هو محور التنمية، والكتاب هو أداة تجديد هذا العقل، ولا يمكن لأمة أن تنمو بدون عقل متجدد وروح معرفية حية".
وبحق فإننا ونحن نبدأ هذا العام عام القراءة بمشروع بحجم هذا المشروع الحيوي الهام، والذي ستمتد أضوائه على كل إنسان من العالم وليس الإنسان الإماراتي والعربي وحسب، لأن من أهم مميزات المعرفة أنها مشاعة وسريعة الانتشار وتتجاوز أي حواجز سواء لغوية أو غيرها.
الأهم أن هذا المشروع العظيم، سيكون عاكس حقيقي لما وصلنا من عمل في سبيل نشر العلوم والثقافة ولتكون متاحة بين يدي الناس، فهذه ليست مجرد مكتبة للكتب بل إنها مشروع معرفي عام سيكون له أثر كبير، من النشر والترجمة وملتقى للأدباء فضلاً عن الأنشطة الإنسانية المعرفية طوال العام، جميعنا حماس لرؤية وحضور افتتاحها قريبا إن شاء الله.