أمام جملة من التحديات التي تمر بالعديد من دول العالم، خاصة التحديات الأمنية والاقتصادية، والتي تستنزف الكثير من رخاء وطمأنينة أي مجتمع، وما يصاحبها من تعثر تنموي وتراجع على معدلات الرخاء وتدهور في التقدم الاقتصادي، الذي تنعكس جوانبه على الفرد في تلك المجتمعات، وعالم اليوم يعمه ضجيج من مثل هذه المواجع وكل هذا التردي الكبير.
وسط هذا الواقع، تظهر الإمارات بقوة على سطح الأحداث العالمية كدولة تعاملت مع المتغيرات الدولية وتلك التي حدثت في السوق النفطية بشجاعة وحزمة قرارات لم تقترب من إنسان هذه البلاد، والمدهش أنها لازالت تتربع على عرش الاستحواذ على الاستثمارات واستقطاب رؤوس الأموال، وعلى مؤشرات دولية مختلفة أثبتت الإمارات وسط كل ما يعانيه العالم أنها بلد الإنسانية والرفاه والسعادة، آخر تلك الشواهد التي تحققت، ما تم قبل بضعة أيام عندما اختارت الأمم المتحدة، الإمارات لعرض تقريرها الخاص حول أنشطة المساعدات الإنسانية في العالم، كاعتراف من مسئولي الأمم المتحدة بجهود الإمارات الإنسانية، وعلى رأسها الأمين العام بان كي مون، الذي أشاد بجهود الإمارات وقال إنها " تثبت يوماً بعد يوم إخلاصها لقضية الإنسان ولحقّه في حياة كريمة". ولنتوقف عند الكلمات التي ألقاها أمين عام الأمم المتحدة في هذه المناسبة، لأنها تحمل الكثير من الدلالات التي يجب الحديث حولها، حيث قال: "أتوجه بجزيل الشكر والتقدير لدولة الإمارات العربية المتحدة بقيادتها وشعبها التي تثبت يوماً بعد يوم إخلاصها لقضية الإنسان ولحقّه في حياة كريمة، كما أتوجه بالشكر الخاص لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، على كل بادرةٍ يقوم بها وكل فكرةٍ ينتجها لتعزيز الثقافة الإنسانية والروابط الأممية بين مختلف الشعوب، وعلى جهوده المباركة في خدمة العلوم والمعارف والإبداع التي تشكل قاعدة للمشاعر الإنسانية، وعلى رعايته للتنمية وقضاياها في هذه المنطقة وفي العالم أجمع. لقد تصدرت دولة الإمارات قائمة الدول المانحة للمساعدات على مستوى العالم قياساً لدخلها الوطني، وأثبتت من خلال بعثاتها الإنسانية ومبادراتها المبدعة والبناءة على هذا الصعيد أنها جديرة باحتضان المبادرات الأممية أيضاً لما تمثله من مكانة عالية لدى الشعوب التي تواصلت معها بعثاتها واستفادت من مساعداتها، ولما تتمتع به أيضاً من مصداقية دولية تمنح العمل الأممي من هنا - من إمارة دبي- ما يحتاجه من عوامل النجاح والاستدامة".
هذه كلمات أعلى مسؤول أممي لأكبر هيئة دولية في العالم، عن الإمارات وقادتها. والعبرة دوما هي بالعمل والإنتاج والتميز، عندما تطلعت الإمارات للتميز والرقي وتوجهت نحوه، لم تكن نظرة قصيرة أو أحادية، بل هو توجه إنساني عام وشامل، يشمل عمل الخير وبذلة للجميع، لذا كانت الكثير من مبادرة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، حفظه الله، تتوجه نحو المواطن العربي وبث الأمل لديه، هذا التكريم الأممي والاعتراف الدولي بالعمل الخيري الناجح لبلادنا وتميزها في هذا المضمار منحها بحق لقب عاصمة الإنسانية دون منازع.
Comments