خطت بلادنا بثبات وقوة نحو التطور، بل وحققت نجاح كبير ومشهود لها في مجال البناء الحضاري والتقدم الإنساني والرفاه المجتمعي، وهذه النجاحات قل أن تجد لها مثيل من في مختلف دول العالم، بل باتت بلادنا مهوى أفئدة الكثير من الشعوب، يصلنا الملايين سنوياً، فيجدوا الأمن والأمان والرخاء والاطمئنان، وأيضاً الترفيه والهدوء.
ومن أهم خصال ومفردات كل هذا التطور هو تحدث الأفعال قبل الأقوال، وهي سياسة راسخة في ذهنية قيادتنا حتى باتت منهج عمل.
اليوم تتوجه هذه القيادة الذكية نحو رؤية أعظم، ونحو هم أكبر، ونحو تحقيق مشروع طموح، بعد أن تحققت للإنسان الإماراتي كل هذه المنجزات العظيمة وبات من أسعد شعوب العالم، توجه نحو البشرية ونمائها ورخائها وتنمية المعرفة لها، وقد قرر هذه السياسة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي رعاه الله، وهو يؤكد على أن العمل الإنساني والتنموي لا بد أن يواكب التطورات التقنية ويستفيد من التغيرات التكنولوجية، ويعمل بطريقة مؤسسية لتحقيق رؤية دولة الإمارات في أن تكون عاصمة إنسانية حقيقية. لذا تم وضع خارطة طريق لتحقيق رؤية محمد بن راشد في تغيير حياة 130 مليون إنسان حتى العام 2025، وذلك من خلال مبادرات محمد بن راشد العالمية، التي محورها أربعة قطاعات رئيسية هي مكافحة الفقر ونشر المعرفة وتمكين المجتمع وابتكار المستقبل، ومن المقرر أن تعمل هذه المبادرات الطموحة على دعم وتعليم 20 مليون طفل ووقاية وعلاج 30 مليون إنسان من العمى وأمراض العيون حتى العام 2025 ، كما ستعمل على استثمار 2 مليار درهم في إنشاء مراكز الأبحاث الطبية والمستشفيات في المنطقة بالإضافة لرصد 500 مليون درهم لأبحاث المياه وذلك استشرافا من الشيخ محمد بن راشد، شخصيا لتحدي المياه بوصفه أحد أهم التحديات التي ستواجه منطقتنا خلال الفترة المقبلة.
ستتكامل جهود 28 جهة إماراتية لتنفيذ 1400 برنامج إنساني وتنموي وإغاثي ومجتمعي في 114 دولة وذلك لترسيخ دولة الإمارات على خارطة العمل الإنساني والتنموي بشكل مختلف يركز على معالجة الكثير من التحديات التنموية بطرق مبتكرة ومختلفة، مثل قراءة 500 مليون كتاب خلال 10 سنوات ودعم وتمكين 2 مليون أسرة ورعاية 50 ألفا من رواد الأعمال الشباب لخلق 500 ألف وظيفة في المنطقة، والتوقع بأن تصرف الجهات المنضوية تحت هذه المبادرات أكثر من 15 مليار درهم خلال السنوات القادمة لتنفيذ هذه البرامج التنموية التي يقدر عددها 1400 برنامج، فلم يذكر في هذه السطور إلا جزء يسير جدا ومبتسر من مبادرة عظيمة تحتاج لكتب لرصدها ورصد ما تحتويه كل واحدة منها من عمل وما سيتم رصده لها من أموال.
نحن أمام مشروع عالمي طموح بكل المقاييس، وكما كانت الإمارات وقيادتنا دوما سباقة لكل خير ولكل عمل من شانه رفعت الإنسان، فإننا اليوم نسبق العالم برمته في تقديم مهام وأعمال إنسانية بشكل بحت وصرف، فلا نقدم كل هذه المشاريع الحيوية والهامة وحسب، بل نقدم طريقة في إدارتها وآليات عملها، وهي دروس في مجال الإدارة والتطوير على أرض الواقع، وليست نظريات لم تمتحن أو يتم تدقيقها.
وهذا إنجاز آخر، لم يذكر، متأكدة دوماً أننا سنشاهد في غضون الأشهر القليلة القادمة المزيد من الوهج والحراك من أجل الإنسانية ومساعدة الإنسان البائس وبث روح الأمل، الأمل الذي يحتاجه كل إنسان...