top of page

"المعلم الثالث ابن سينا": كتاب يأخذك في رحلة تاريخية في حياة وإنجازات عالم لازال ضوءه يشع.


في عصره كان ابن سينا علماً على رأسه نار، وانتشرت كتبه ومعها ترجمات وشروح باللغات اللاتينية والعبرية والألمانية والإنجليزية والفرنسية والروسية وظلت كتبة تُدرس في الجامعات الأوربية الى القرن السابع عشر الميلادي، وفي عصرنا ظل وهجه يضيء عتمة الجهل والتخلف في كل بقاع العالم.

بين يدي كتاب، حمل عنوان: المعلم الثالث ابن سينا، وهو من سلسة رجال صنعوا التاريخ للمؤلف الدكتور صبري الدمراداش. والذي بدأ باستعراض نبذه عن ابن سينا، تكلم خلالها عن حياته وأعماله وعن أشهر كتبه "القانون" التي تعتمده عدد من الجامعات الأوربية في دراسة العلوم العليا حتى عصرنا، ومن ابرز المواضيع الذي جاءت في الكتاب "ابن سينا طبيباً " حيث يذكر المؤلف حياته مع الطب، ويستعرض أسماء من اشتهروا في الطب معه مثل: أبو بكر الرازي، والزهراوي..لذا سمى هذا المنجز المعلم الثالث.. قام الدكتور صبري، بسرد لأهم وأشهر إنجازات ابن سينا في الطب، وهي تأسيس الطب العام والجراحة، والطب النفسي، والتأليف الطبي، حيث صدرت له عدة كتب عن الطب، وهي الكتب التي استفاد منها في التعليم، مثل "القانون في الطب" و"جيرارد الكريموني".

ولم يفت على المؤلف سرد قصة "التعلم من بائع البصل" وهي عن بائع بصل خبير بعلم الحساب، ذهب ابن سينا للتعلم منه فاضطر بائع البصل إلى إغلاق متجره والتفرغ لتعليمه الحساب، لأنه لمس منه الذكاء والحرص. احتوى الكتاب على عدة مواضيع أخرى هامة مثل " مرض الأمير والطبيب الصغير" وهي قصة تروى، وقد سردها المؤلف وتحكي عن مرض انتشر بين الناس وكان من ضمن المصابين أحد الأمراء في مدينة بُخارى وكان مرضه قرحة في المعدة والتهاب في القولون، وقد عجزا الطبيبان اللذان يعالجان الأمير عن علاجه، فقالا لابن سينا، بأن ينظر لعله يجد العلاج، فقال لهما: "كيف أعالج أميراً أنتما طبيباه وكلاكما أستاذا لي؟! إن أذنتما لي أشرت لكما بالعلاج تداويانه به، ويكون شفاءه بفضلكما بعد الله سبحانه وتعالى، فضحك أحدهما ويسمى المسيب، وقال: "يا ابن سينا، صرت الآن من الطب بمكانه رفيعة، ونحن نعرف تواضعك وانك تُنكر احتكار العلماء للعلم، لكنني وصاحبي لن نحرمك فضل علاج الأمير".

وقد اختتم المؤلف كتابه بسرد بمعاناة ابن سينا حيث دخل السجن مرتين، مرة في عهد شمس الدولة البويهي حاكم همذان، والثانية في عهد علاء الدولة أصفهان، وأيضا تم سرقة كتبه حيث فقد موسوعته الضخمه "الإنصاف" التي لا تقل عن عشرين مجلداً ضخماً تضم اكثر من ألف مسألة من المسائل الفلسفية، وأيضا تم اتهامه بالزندقة وتعرضه لحسد الحساد وحقد الحاقدين من معاصريه واتهامه انه مجرد جامع للمعرفة.

لمشاهدة المقال من المصدر أضغط على الرابط التالي:


bottom of page