top of page

شهداؤنا أبناء للإماراتيين جميعاً


مؤشرات إيجابية وعظيمة عدة يمكن رصدها، ولم يكن بالاستطاعة رؤيتها أو ملاحظتها لو لم تمر بنا الشدائد والمحن والأحزان، لو لم نشاهد هذا العدد من أبنائنا الأبطال يرتقون لنيل الشهادة وتحقيق أعلى درجات التضحية والفداء. أول هذه المعاني العظيمة قوة البناء الذي شيده وبناه الوالد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإخوانه حكام الإمارات الذين شاركوا بحب ورغبة وطموح لبناء دولة حديثة قوية هي الإمارات العربية المتحدة. أيضاً من المبشرات التي انبثقت من وهج صعود هؤلاء الشهداء تماسك المجتمع الإماراتي وتمثله الواقعي والحقيقي بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث قال: «مَثَلُ المؤمنين في تَوَادِّهم وتراحُمهم وتعاطُفهم مثلُ الجسد الواحد، إِذا اشتكى منه عضو تَدَاعَى له سائرُ الجسد بالسَّهَرِ والحُمِّى». وهذا التعاطف والحزن والتكاتف والتلاحم بين الوطن الواحد لن تخطئه العين، فالأيام الماضية كانت حافلة بالكثير من الأمثلة والمؤشرات.

وبحق، فإن ارتقاء هؤلاء الشهداء أنبت في قلوبنا المزيد من التكاتف، وجمعنا حول قيادتنا بشكل أعظم، وأيضاً ظهرت أشجار الوطنية الوافرة الثابتة المثمرة بمعاني الفداء والتضحية. إن تضحياتهم الكبيرة عززت صورة عيال زايد، بوصفهم أهل الخير والعطاء، يمدّون أيديهم للعون بكل ما استطاعوا إليه سبيلاً، نصرة للمظلوم وإغاثة للملهوف ومساعدة لكل ضعيف ومحتاج. إن شهداءنا في عملية"إعادة الأمل"، هم أبناء للإماراتيين كلهم، لا لذويهم فقط، وقد أثبتت الأيام القليلة التي مضت أننا في هذا الوطن أسرة واحدة نتقاسم خبز الأيام بالسراء والضراء، فنتبادل العزاء والمواساة برحيل الشهداء، كما نتبادل العزة والفخر بما أنجزوه ببذل الدم والروح، وفي ذاكرتنا سيخلد هؤلاء بوصفهم القدوة الحسنة والمثل، لمعنى التضحية والوفاء». مرة أخرى، لم يكن ممكناً لنا قياس ومعرفة حجم هذه الوحدة والاتحاد لولا الشدائد والمحن، وكما قال المؤرخ الإغريقي بلوتارخ: «يظهر معدن الإنسان في الطريقة التي يصمد بها تحت وطأة المحن». ولله الحمد، ظهر معدن شعب الإمارات كالذهب في وهجه، وكالألماس في نقائه، وبهذه الفضائل وبتضحيات شهدائنا ترتقي بلادنا وتحقق المزيد من المنجزات والمزيد من التطوير والبناء ومضاهاة العالم بأسره.

-------------------------- -

لقراءة المقال من المصدر اضغط الرابط التالي:


bottom of page