الوطن.. وما الذي يعنيه !!
- shaima almarzooqi
- 13 يوليو 2015
- 2 دقائق قراءة
في عالم اليوم، تضاد كبير، واختلافات متزايدة، وتشتت يتسع، في عالم اليوم حروب تكسر الروح وتهد القلوب وتدمر الآمال، وفي عالم اليوم مقومات إنسانية يتم تدميرها، وتجديف ضد التاريخ والآثار التي لم تسلم من سطوة الظلم وقسوة المحاربين الذين أحرقوا كل شيء الأخضر واليابس ولم يرحموا لا طفلاً صغيراً ولا كهلاً كبيراً. المشاهد متنوعة وخارطة الصراعات والدمار متعددة ومتنوعة.. وعلى الرغم من كل هذه السوداوية، تظهر من بين هذا البؤس البشري نجاحات إنسانية في التنظيم المجتمعي والوئام والتكاتف الوطني، تظهر من وسط لجة أحزان أمم وشعوب عديدة نجاحات تستحق التوقف، والتمعن والنظر بجدية نحوها ونحو ثرائها.. من هذه النجاحات ما يتحقق على ثرى بلدنا من تفوق وتميز على كافة الصعد، ملامح هذا التميز جاء منذ بوادر شروق هذه النهضة وتكون هذا الوطن واتحاده، منذ إعلان قيامه وتأسيسه على قيم المحبة والسلام والتفاهم، وطن ودولة وشعب نهض من جور قسوة الصحراء فحول كثبانها لعمران فريد على مستوى العالم بأسره، وطن ودولة وشعب قاوم ملوحة البحر فحول مياهه إلى عذب تسقي الخضرة وتروي الظمأ، أمة انبثق فجرها الحديث على هدى من النقاء والصفاء، فكانت الوحدة وكان التواد والتسامح والتقبل.. تتربع اليوم على أعلى مؤشرات النجاح العالمية في الاقتصاد والتعليم والصحة والاختراع، ولا يوجد مصدر إنساني متميز أو مضمار لسباق الأمم نحوه إلا وكانت لخطواتنا السبق ولعقولنا كلمة واضحة وقوية. أعتقد أن هذا هو النجاح في عالم تسوده المحن والمظالم والقسوة، وأعتقد أن هذا هو التفوق في عالم تغطيه قصص البؤس وملامح الفقراء في الزوايا والأزقة، وأعتقد بأن أمام إنسان هذه البلاد واجبات وتحديات يجب عليه التنبه لها والتحفز واليقظة، لعل أولها الدفاع عن تراب وطنه أمام مد كل ظالم سواء باللسان أو بالفعل، أمام أيا من كان يريد إيذاء هذا التراب وناسه وأهله، وكما يقال تستطيع الوصول للقمة، لكن من الصعب الحفاظ عليها، نحن منذ الاسم واليوم وللغد في القمة نتربع عليها بعزة وكرامة وتفوق، لذا فإن واجبنا جميعاً الذود عن حضارتنا وتميزنا وتفوقنا، هذا الذود يمكن أن يكون في مواقع التواصل الاجتماعي بدحر الكلمات الكاذبة التي تقطر حقداً وكراهية لكل جميل نعيشه، وممكن يكون بالنشر عن إنجازاتنا وكل تطور وتقدم، يأتي بإبلاغ العالم دوماً بكل تميز وكأنه شيء خاص بك، وهو بحق شيء ثمين خاص بنا جميعاً.. أن تحب وطنك، يعني أن لا تتحمل كل حاسد وكل ناعق وتسمح له بأن ينال من آباءك وأجدادك وتاريخنا ومجدنا ومعركتنا التي انتصر فيها الإنسان الإماراتي، الوطن يعني أن تبلغ العالم دوماً وتذكرهم بكل جميل فعله ويفعله الإماراتيون دوماً على هذه الأرض...
