top of page

شهاب غانم يعزف على أوتار المشاعر في "معاني الهوى"


أعتبر أن المنجز الشعري صناعة لغوية تقوم في أساسها على الدفع بالمشاعر والحديث عن إنسانيتنا وأحلامنا التائهة، وأجد أن الشعر موهبة لا يمتلكها إلا من بقت في وجدانه أحاسيس فياضة رقيقة أسعفته اللغة في البوح والتعبير عنها، وأحسب أن الشعراء تميزوا بطلاقة اللسان وصياغة الكلمات وترتيبها وانتقائها لتتواكب مع التخيلات التي ترسم بالكلمات، صوراً ومشاعر وتأملات ترافقها موسيقى داخلية في عمق سرد الكلمات وانسيابها، ولعل الشعر بمثابة حوار هادئ صادق وشفاف بين الشاعر وكل هذا الزخم من الأحاسيس والمشاعر . بين يدي ديوان: "معاني الهوى عندي" للشاعر شهاب غانم، وهو فضلاً عن كونه شاعراً أجاد العزف على وتر الكلمة، فهو مترجم ومهندس معماري واقتصادي، وصدر له 52 كتاباً منها 39 باللغة العربية و13 كتاباً بالإنجليزية وتوجد عدة منجزات تحت الطبع . لذا لا غرابة أن يتميز هذا الديوان بقوة الكلمة وشفافية المعنى، فقد أخذنا في رحلة لعمق 82 نصاً شعرياً تمايزت عناوينها واختلف بوحها بين الحب والوفاء والإخلاص والتسامح والأحلام وغيرها من المواضيع، وإن كان واضحاً أن القصيدة التي تقوم على الحب كانت مهيمنة وسائدة ولها الكلمة الأولى في الديوان . في إحدى قصائده التي جاءت تحت عنوان: اسقني الحب، قال: "اسقني الحب إنه ماء مزن، منه أروي شعري وسندس نفسي . إن عمري يصير من غير طعم، دون وجد ودون شعر وهمس" . والشعر لشهاب غانم بمثابة الصديق الوفي، حيث يقول في أبيات أخرى جميلة جاءت تحت عنوان: رسالة عبر الصحراء: "اسمعيني إذا ترنمت فالشعر، رسولي إليك عبر الروابي . وصديقي وسلوتي وأنيسي، في اكتئابي ووحشتي واغترابي" . الديوان ضم نصوصاً أخرى غاية في الجمال والإبداع والحكمة وبكلمات موجزة ولكن معناها بليغ وواسع، يتضح مثل هذا الجانب في الأبيات الشعرية التي جاءت تحت عنوان: عزف على نياط ممزقة، حيث قال: "سألتني لمن تصوغ القصيدا، من ترى تشتهي به أن تصيدا . فتعجبت كيف أصبحت أبدو صائداً في عيونها لا مصيدا" . كما أنه يبين لماذا هو شاعر عندما قال: "أنا لم أطلب القريض ولكن، حل عندي لما رآني وحيدا . فهو خل العشاق مذ كان عشق، منذ أن رتل الوجود نشيدا" . وجاء هذا

المنجز الشعري في 153صفحة من القطع الوسط وهو من منشورات دار الياسمين للنشر والتوزيع .

لقراءة المادة من المصدر انقر على الرابط التالي:-


bottom of page