يعاني الكثير من الناس عوارض لأمراض نفسية تكون مسبباتها بسيطة ويمكن علاجها بقليل من التشخيص والعلاج المناسب، إلا أن إهمالها وتجاهلها يؤديان مع مرور الأيام لتراكمها وتفاقمها، ما يسبب مشكلات جسدية وصعوبة في التواصل مع الآخرين . إن المعاناة في صمت وتجاهل ليست الحل بل هي المشكلة الأساسية . في كتابه "انطلق . . .! تعلم كيف تكون جريئاً وتعبر عن نفسك" حاول د .عبدالله الحريري، وهو متخصص في العلاج السلوكي المعرفي، أن يلقي الضوء على واحدة من أهم المشكلات النفسية التي تصيب البعض من الناس ويتم تجاهل العلاج لها مما يفاقم الحالة . وأحسن المؤلف عندما اختار الكتابة بأسلوب مبسط بعيداً عن المصطلحات الطبية والمفاهيم العلاجية التخصصية، إذ نجح في شرح واحد من أهم الأمراض النفسية، التي تعتبر ذات نسبة كبيرة من الانتشار في وطننا العربي بأسره، وهو الرهاب الاجتماعي . والذي يعد عارضاً نفسياً، يمكن أن يصيب أي فرد . يقول المؤلف الحريري: "من المفيد أن يعلم الجميع أن جزءاً كبيراً من العلاج الناجح يقع دوماً بيد الذي يعاني المشكلة، وهذا الكتاب هو محاولة أولاً ليفهم المريض مشكلته، ومن ثم يبدأ في علاجها فوراً قبل تفاقمها وتأثيرها فيه وفي تفاصيل حياته، أيضاً ليفهم المعلمون وأولياء الأمور والمهتمون بالتربية هذا المرض النفسي، وكيفية علاجه والتعامل مع المصابين . وغني عن القول إن المسارعة في علاج مثل هذه العوارض النفسية قد تجنبنا كثيراً من المشكلات الصحية الجسدية والتي قد تنتج بسبب الألم النفسي بصمت" . قسّم الحريري كتابه إلى خمسة عشر موضوعاً مستقلاً، من أهمها، ما هو الرهاب الاجتماعي؟ وخلاله قدم أكثر من تعريف علمي، فضلاً عن تعريف عام ونبذة تاريخية عنه، وفي موضوع آخر وتحت عنوان "قصص من الرهاب الاجتماعي"، سرد عدة قصص مؤثرة عن أناس كادت حياتهم تنهار تماماً بسبب الرهاب الاجتماعي، إلا أن العلاج النفسي تمكن من إنقاذهم وتوعية المقربين بحالتهم وكيفية التعامل معهم . وفي موضوع تحت عنوان "هل تعاني من الرهاب؟"، بيّن المؤلف أن هناك مؤشرات عدة حددها العلماء لمعرفة هل أنت شخص تعاني الرهاب الاجتماعي، ثم سرد مؤشرات علمية دقيقة عدة، وبشكل مبسط وواضح . وانتقل لموضوع "كيف ينشأ الرهاب؟"، وشرح خلاله كيف تبدأ حالة الرهاب لدى الشخص، وفي الموضوع التالي تحت عنوان: "كيف يتطور الرهاب"، قدم خطوات عدة في هذا السياق للحد من تطوره، وفي موضوع لا يقل أهمية تحت عنوان: "كيف تتغلب على الرهاب الاجتماعي"، أوضح الحريري أنه يجب على الشخص أن يتعلم كيف يكون توكيدياً، وذلك من خلال التدرب على مهارات تأكيد الذات، لأنها تهدف لتطوير المهارات الاجتماعية وخفق القلق إلى المستوى الطبيعي . واحتوى الكتاب على تدريب جميل وسهل تحت عنوان "حسن مهاراتك أثناء التفاعل مع الآخرين"، كذلك قدم طريقة جميلة لكيفية استخدام قوى التخيل في السيطرة على القلق، وخصص لها موضوعاً مستقلاً تحت عنوان "جلسة تدريب استرخاء عن طريق التخيل والإيحاء" . وفي نهاية الكتاب موضوع مستقل تحت عنوان "اختبار"، وهدف المؤلف من خلاله إلى أن يقيس القارئ قدراته وإمكاناته . وفي كلمة المؤلف تحت عنوان "الخاتمة" قدم لفتة جميلة ومعبرة عندما قال: "أتمنى أن تكون رحلتكم في هذا الكتاب مفيدة وثرية، وإكمال لمهمة هذا الكتاب، يسرني تواصلكم وتلقي أي استفسارات وتساؤلات بل وتقديم أي استشارة - من دون مقابل مادي، حيث خصصت موقعاً على شبكة الإنترنت www .dr-alhariri .com لهذه الغاية، وهدفت إلى أن يحتوي على مقالات علمية لأنواع مختلفة من الأمراض والأعراض النفسية، في محاولة لتنمية الوعي والمعرفة بهذا الجانب الذي يسبب كثيراً من الألم لكثير من الناس وهم في صمت وخوف وتردد . الكتاب جاء في القطع الصغير ولم تتجاوز صفحاته السبعين صفحة، حيث يسهل قراءته في غضون نحو ساعة أو أقل، وهو من منشورات ضفاف .
لمشاهدة المادة من المصدر أضغط على الرابط التالي: