top of page

حاجتك والمطالب الاجتماعية

alkhleejLogo.png

في اعتقادي أن الاستجابة للمطالب الاجتماعية من أكثر المعضلات التي تواجه بناء الذات، وهي هاجس يؤرق الفتيات والشباب على حد السواء، وفي كثير من الأحيان نضحي بالأساسيات الحياتية من أجل الاستجابة لهذه المطالب الاجتماعية والتي قد لا يكون لها أي فائدة حقيقية وواضحة علينا كأفراد . في هذا السياق أستحضر مثالاً يتعلق بهوس الفتيات ب "الجمال والأناقة" وأعتقد أنه من أكثر المطالب الاجتماعية التي تؤرق جيل اليوم من النساء، وأدرك أن هذا الجانب كان متواجداً وملازماً لمسيرة المرأة على مر العصور، لكنه لم يكن بهذا الحجم وكل هذا الاندفاع والأولوية لدرجة أن يكون رقم واحد في حياة كثير من الفتيات، ما دفع المختصين والأطباء إلى التحذير ودق ناقوس الخطر، فقبل عدة أيام نشرت كثير من الصحف تقارير طبية حذرت نساء الخليج من الإفراط في استخدام مستحضرات التجميل، خاصة وأن دول المنطقة تعتبر الأكثر استهلاكًا لأدوات تجميل النساء في العالم بقيمة 7 مليارات دولار سنوياً، بل طالب متخصصون في الصحة بضرورة المراقبة الفعالة والمستمرة لقطاع التجميل، بعدما بلغت سيولته هذا الحجم الكبير، لكي لا يلحق أي ضرر بالنساء جراء الاستهلاك الكبير لهذه المنتجات . ومثل هذا الرقم يوضح لنا حجم اهتمام النساء بالأناقة والتجميل، ولن أتحدث عن عمليات التجميل وشفط الدهون وربط المعدة وغيرها من الأساليب التي هدفها النهائي هو الوصول لجسم متناسق جميل، متناسين أن هذا يتحقق بالرياضة والحياة الصحية . قبل عدة أيام، نشرت صور للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التقطت لها في 1996 ثم أخرى التقطت في عام 2002 وثالثة التقطت في عام 2014 وكان ما يجمع هذه الصور أنها كانت ترتدي نفس الزي، وغني عن القول إنها طوال هذه الفترة لم يكن لديها تطلعات جمالية لأنه كان لديها مهمة وهاجس وطموح أكبر وأعظم، وفي ظني قد حققته، فهي اليوم ومنذ عدة سنوات تتسنم الهرم القيادي في واحدة من دول العالم العظمى وبالتالي دخلت لبوابة التاريخ الإنساني كقائدة وملهمة . أدرك أننا نشاهد طبيبات وعالمات يضعن مساحيق التجميل ويرتدين الماركات باهظة الثمن، كذلك بعض العلماء والأطباء يرتدون ساعات جميلة ومعاطف من ماركات عالمية، ببساطة لأن هذا "مطلب اجتماعي" يجب أن يلبّوه كي تُسمع رسالتهم ويُؤخذ كلامهم على محمل الجد، ولكنهم استجابوا لها بعد أن استجابوا لمطالب أنفسهم في تحقيق النجاح والتفوق الذاتي وكان طريقهم العلم والارتقاء في هذا المجال .

لقراءة المادة من المصدر اضغط الرابط التالي:

http://www.alkhaleej.ae/supplements/page/f3b745b7-9567-4a6e-8e2f-1f9a59cf9761


bottom of page