يأخذنا عبدالله الكعبي في رحلة، من خلال 45 مقالة متنوعة المواضيع في كتابه الذي حمل عنوان: "حبل أفكاري" وجاء في نحو 140 صفحة من القطع الصغير، وصدر عن دار هماليل للطباعة والنشر . يناقش الكعبي عدة أفكار حياتية تتقاطع مع هموم وتطلعات الكثير من الناس، منها مواضيع عن الحب والأمل والثقة والتطوير والتنوع والاختلاف والتسامح والعادات والتركيز . جاء غلاف الكتاب معبراً عن المحتوى وقارئاً له، لم يكن هناك ما يمكن أن يفاجئ القارئ أو يعطيه تصوراً وملمحاً مغايراً عن مضمون هذا المنجز . ومنذ الصفحة الأولى يدفع الكعبي القارئ من دون مقدمة أو تمهيد ويضع عنوانه الأول الحب، ومنذ سطره الأول يطلب من الجميع تغيير النظرة للحب، "من المهم تغيير نظرتنا للحب، وتنزيه هذه الكلمة الطاهرة عن الكثير من الممارسات الخاطئة التي يقوم بها الناس باسم الحب" . وهي دعوة جميلة لكن لعلكم تلاحظون لغة التعميم التي بدأ بها حبل أفكاره كونها مؤذية ولو استخدم "البعض" لكانت أكثر تأثيراً، لكن هذا المشروع أقوى من ملاحظة عابرة، حيث تجد مقالة حملت عنوان "الفكرة"، فبعد تمهيد عن أهمية الأفكار وقوتها وأثرها في النفس ومستقبلنا خاصة عند اجترارها وتغذيتها من الماضي، يعطيك الخلاصة عندما يقول في نهاية المقالة: "باختصار دع عنك التفكير الزمني في الماضي والمستقبل وركز على الحاضر وعلى اللحظة التي أنت فيها إنها قوتك الحقيقية" . جاء هذا المنجز متماشياً مع روح العصر والميل نحو الكتب الخفيفة ولكنها تكون ثقيلة بالمعلومات والفائدة، ورغم أن المنجز أخذ منحى تقديم النصائح في تطوير الذات وهو ما يعتبر وعظاً في غير محله إلا أنها لم تكن مباشرة، بل جاءت بما يشبه سرد القصص أو تجارب وخبرات عاشها المؤلف وأخرى قرأها ثم طعمها بما يعرفه وبما تعلمه في مجال تطوير الذات . واللافت للنظر أن المؤلف نجح في طرح مفاهيم تعد بسيطة بيننا ونفكر بها كل يوم دون تعمق أو تأمل مثل حديثه عن الموت، والقناعات، وسلبية الإيجابية المفرطة . . .الخ . كذلك يتضح لنا أن المؤلف كان لديه هاجس يتعلق بالقارئ ومحاولة تقديم الفائدة له بحماسة، وهذا ظهر بشكل جلي في وجود نصائح وحكم مختصرة بثلاثة وأربعة أسطر، جاءت بين كل موضوع وآخر وكأنها مفتاح أو تمهيد لذهن القارئ، وأعتقد أن وجود هذه الأسطر القليلة المباشرة ووضعها في صفحة مستقلة كانت نقطة تح
سب للكعبي .
لقراءة المقال من المصدر: