منذ عدة أعوام ونحن نعاني من حركات إرهابية حقيقية، لم ترحم أو تستثن من نارها الأطفال أو النساء والمسنين، فهي لا تحمل أي مبدأ إنساني قويم، همها سفك الدم، ومعظم الضحايا من الأبرياء والعزل، يدخلون القرى والهجر، كالعصابات يخرجون الناس من منازلهم ويقومون بتجميعهم، ثم يبدأون بتصفية الرجال والشباب في اغتيالات بشعة لا يمكن لعقل أن يقبلها.
أما النساء والأطفال والفتيات فيتم اختطافهن وأخذهن سبايا كالجواري. هؤلاء ليسوا أعداء لفئة أو لدين أو لطائفة وحسب، بل هم أعداء لكل من يتنفس، لكل من يتحرك في صدره قلب ينبض بالحياة، هؤلاء أعداء للإنسانية جميعها دون استثناء.
هؤلاء الإرهابيون كنا فيما مضى نسمع عنهم، وكأنهم خفافيش تخرج في الظلام الدامس فقط لكنها اليوم باتت متواجدة حتى نهاراً، بل وتؤسس دولا وتظهر أقبح ما يحمله الإنسان من معاني التخلف والجهل والحيوانية، بل إنني أظلم الحيوانات عندما أشبهها بتلك المجموعات الإرهابية وما تفعله من إجرام وسفك الدم البريء.
هذا التنظيم الإرهابي- داعش- لم يكبر ولم يصبح على ما هو عليه، إلا لأنه وجد مساحة للتحرك، ووجد بلادا في أتون حرب حقيقية، وأخرى وسط لجة سياسية طغت عليها الطائفية، لهذا نما هذا ووجد متنفسا فاستغل الفرقة والتناحر.
ألم نسمع قديماً بأن في الفرقة والاختلاف ضعف، وهذا بالضبط ما حدث، لقد استغلت هذه الطغمة الفاسدة أوضاع عدة بلاد عربية من الفقر والبؤس والتدهور الاقتصادي وتعثر التنمية، فضلاً عن أخطاء سياسية جسيمة، فظهر وكأنه قوة، وهو لا يعدو أن يكون عصابات من أفراد تم تجميعهم والضحك عليهم.
قبل فترة ليست طويلة تشكل تحالف دولي لضرب هذا التنظيم بواسطة الطيران، وجميعنا نعلم أن هذه الضربات تتم بعد تحديد مواقع تجمع هؤلاء المرتزقة الإرهابيين، وهناك مؤشرات لنجاح هذه الضربات، فلم نعد نسمع لهذا التنظيم أي تحركات جديدة على الأرض، وأعتقد أنه انكفأ، وستبدأ علميات برية لتطهيره واقتلاع أفكاره القاتلة.
لكن ما أريد الوصول إليه والتأكيد عليه مرة أخرى، هو أن هذه الشرذمة المجرمة لا يمكن أن تجد لها موطئ قدم في أي بلاد متماسكة يسودها القانون ولديها حركة تعليمية وثقافية واسعة، لأن الجهل دوماً ينهزم أمام العلم، وعلى جميع الدول والشعوب والمجتمعات التي عانت وفقدت الكثير من أبنائها وبناتها بسبب نار هذه الخفافيش الإرهابية أن تحاربهم وتحرقهم بنور العلم، إذا كانت تريد الانتصار على هذا الفكر المريض.
لمشاهدة المقال من المصدر أنقر على الرابط التالي:
http://www.alarabonline.org/?id=34540