top of page

أساليب خاطئة يمارسها الآباء

من منا لا يحب فلذة كبده، ومن منا لا يتمنى الخير والتوفيق والسداد لأبنائه؟! كم مرة ضغطنا على أبنائنا لنفرض عليهم أسلوباً معيناً في الحياة وطريقة معينة لا تتوافق مع أهوائهم واهتماماتهم وشخصياتهم. وفي المقابل، نحن الأبناء، إذا بحثنا في أعماق وجداننا فسنجد أن القلب مليء بحب الوالدين مهما بلغت قسوتهما وتسلطهما وإهمالهما لنا. هذه هي الحقيقة، فالحب الذي يجمع الأب بابنه لا شيء يفرقه، وكلا الطرفين يتحمل مساوئ وعيوب الطرف الآخر في سبيل مرضاة اللـه. لنبدأ بدورنا نحن الآباء ولنتطرق إلى الأساليب الخاطئة التي نستخدمها في تربية الورود الجميلة التي وهبنا اللـه عز وجل إياها. القسوة في التعامل مع ابنك مثل التهديد والعقاب البدني والإساءة النفسية، تولد لك ابناً قاسياً عدوانياً ومقاتلاً محترفاً، إن كنت شديد القسوة فلا تستغرب من أن يتسم ابنك بصفة الكذب تجنباً لعقابك السقيم. فابتعد أيها الأب الفاضل عن استخدام هذا الأسلوب في العقاب واستبدله بأساليب أخرى نافعة. ومع ذلك، أنا لا أشجعك على أن تدلل طفلك، وخير الأمور الوسط. التدليل يكون واضحاً حين نشاهد أبناء الجيران بصحبة أمهاتهم، فنرى الطفل يكسر ويخرب ويشتم ويتعارك، فتحميه الأم وتبتسم بدلاً من أن تتخذ موقفاً تجاه سلوكه. التدليل كذلك يولد طفلاً لا يعتمد على نفسه وبحاجة دائماً إلى مساعدة الآخرين في تيسير حياته. لا تفرض رأيك بتسلط وامنحه فرصة ليبدي رأيه بحرية دون قيود، واعلم أيها المربي أن السلاسل التي تكبل حريته تشعره بالضيق والخوف وعدم الثقة بالنفس، ونتيجة لذلك ينشأ الطفل شديد الخضوع للآخرين، فلا يبدي رأيه في شيء ويتبع دون أن يفكر. لا تحمي طفلك بشكل مفرط، فهو لا ولن يعيش في بيئة خالية من المخاطر والتحديات، وبدلاً من حمايته علمه كيف يواجه تلك المخاطر ويتصرف بمسؤولية تجاهها، فلا تقم بدوره ويمكنك مشاركته أو الاعتماد عليه والقرار يعود لك. تذكر أن الحماية المفرطة تؤدي إلى عزله اجتماعياً من مجتمعه وشعور بالفشل وضعف في الشخصية، كما قال الشاعر: وينشئ ناشئ الفتيان منا على ما كان عوده أبوه وللحديث بقية عن دور الأبناء.

http://alroeya.ae/2014/04/02/139122


bottom of page